دينيّة
21 تموز 2019, 07:00

خاصّ- كيف نجسّد محبّتنا ليسوع؟

غلوريا بو خليل
"في الأحد السّابع من زمن العنصرة، تتأمّل الكنيسة بدعوة التّلاميذ الإثنين والسّبعين، وإرسالهم أمام الرّبّ يسوع ليهيّئوا أمامه الطّريق. وتذكّرنا الكنيسة أنّنا أصبحنا رسلًا للرّبّ الذي اختارنا للعمل في حقله"، بهذه المقدّمة استهلّ كاهن رعيّة مار أفرام كفردبيان الخوري جورج نخّول شرحه لإنجيل القدّيس لوقا (10/ 1- 7) لموقع "نورنيوز" الإخباريّ.

 

وتابع قائلًا: "هل نشعر بأنّنا فعلة في كرمه؟ وهل نتمتّع بروح الرّسالة المزروعة في قلوبنا لحظة معموديّتنا وتثبيتنا، بهدف نشر "البشرى السّارة"؟".

وإنطلاقًا من التّأمّل في هذين السّؤالين وضع الخوري جورج نخّول كلّ منّا أمام إلتزامه ورسالته فقال: "عالَم اليوم هو حقلٌ متعطِّشٌ إلى كلمة يسوع، وكلُّ واحدٍ منّا هوَ تلميذٌ ليسوع ورسولٌ لكلمته، وبالتّالي علينا كَرُسُلٍ أنْ نتحلّى بالصِّفات الإنسانيّة والرّوحيّة النّابعة من شخص يسوع المسيح "الإله الحقيقيّ" و"الإنسان الكامل". فالرّسالة تتطلّب المعرفة، المحبّة والخدمة، وعلى الرّسول أن:

- يتعمّق بمعرفته ليسوع من خلال قراءة الإنجيل والتّأمُّلات الرّوحيّة والعبادات القربانيّة.

- يعيش كلمة يسوع في يوميّات حياتِه من خلال عَيْشِهِ لفضيلة المحبّة، محبّة الله ومحبّة القريب.

- يُجَسِّد محبّتَهُ ليسوع من خلال الالتزام بالخدمة، الخدمة الرّوحيّة والإنسانيّة لكلِّ محتاج."

 ولمراجعة أنفسنا وحقيقة إلتزامنا الفعليّة، طرح خوري رعيّة مار أفرام كفردبيان تساؤلات تساعدنا على تقييم مسؤوليّتنا الرّسوليّة فأردف سائلًا: "نُردِّدُ في قانون الإيمان بحسب المجمع النّيقاويّ بأنّنا: "نؤمنُ بكنيسة، واحدة، جامعة، مقدّسة، رسوليّة..."، فأينُ نحنُ من واقع هذه الرّسالة؟ هل نعيشُها في يوميّاتِنا، فنَنقُلَ يسوع إلى أهلنا وجيراننا وزملائنا في العمل، من خلال مسلَكِنا الحياتيّ القائم على المحبّة والرّوح الإنجيليّة؟ هل نُحوِّلُ رعايانا وأديرتِنا إلى واحاتِ خدمةٍ لنشر كلمة الله ولبناء الإنسان ومساعدته في نموّه الرّوحيّ ونُضجِهِ الإنسانيّ؟"

 

وتابع: "لقد قال لنا يسوع في إنجيله: "أتيت لتكونَ لهُم الحياة، وتكونَ لهم أفضل" (يوحنّا 10/ 10)، وأوكلَ إلى رُسُلِهِ متابعة المهمّة التي تجسّدَ من أجلها، ألاَ وهيَ بناءَ عالَمٍ أفضَل يقومُ على المحبّة. وبالتّالي تبقى حياتنا المسيحيّة ناقصة وإلتزامنا الكنسيّ غير مكتمل، إذا لم نَعِشْ الرّوح الإرساليّة في عائلاتنا وأعمالِنا ورعايانا وجماعاتنا. مُنطَلَقُ هذه الرِّسالة ومرجعها هوَ "المذبح"، "الوليمة المقدّسة" التي نتشارك في مائدتها، متناولينَ جسد ودم يسوع القائم من بين الأموات الّذي يغذّي نفوسنا المتعطِّشة إلى لاهوت يسوع وناسوته. من هذا المذبح ننطلِق كلّ أَحَدٍ إلى حقلِ الرِّسالة خاصَتِنا، محمّلينَ بالقربانِ "زادًا" وبكلمةِ يسوع السّلاميّة، لكي نحياها في يوميّاتنا. وإلى هذا المذبح نعود في الأحد التّالي، لِنَغرُفَ من جديد، "كلمةَ الحياة" و"قوتَ الأرواح"، فنستمرَّ في تأدية الرِّسالة وفي جهادِنا الأرضيّ بغيةَ بلوغ "ملء قامة المسيح"."

 

وإختتم خوري رعيّة مار أفرام كفردبيان كلمته مصلّيًا: "صلاتنا هذا الأحد وفي زمنِ الكنيسةَ والرّسل، ليُرسِلَ الرّبّ فعلةً أُمناءَ لحصاده، كهنةً ورهبانًا وراهباتٍ يؤدّونَ الخدمةَ في حينِها، وسطَ عالَمٍ يتخبّطُ بحضارة الصّورة والمادّة، وعلى نيّةِ كلِّ واحدٍ منّا، لنعيشَ عُمقَ دعوتِنا المسيحيّة ونُدرِكَ أنّنا تلامذةً ورسلاً لسيِّد الحياة "يسوع المسيح" الذي دعانا للشّهادة له قولًا وعملًا، فهوَ القائل: "إذهبوا إلى العالَمِ كلّه، وأعلِنوا البشارةَ إلى الخَلْقِ أجمعين" (مرقس 16/15)."