دينيّة
08 تشرين الثاني 2020, 08:00

خاصّ– كيف نتجدّد بالرّبّ؟

غلوريا بو خليل
بعد أحد تقديس البيعة يطلّ علينا أحد تجديدها لتنطلق السّنة الطّقسيّة، فتتوالى الأزمنة وتدور عجلتها حاملة في طيّاتها البشرى السّارة، راسمةً لنا الطّريق والحقّ والحياة، لترافقنا محبّة الله الآب ونعمة الإبن الحبيب وحلول الرّوح القدس، وتقوّينا في هذا الزّمن الصّعب وتعضدنا، وتذكّرنا بقول الرّبّ يسوع المسيح في إنجيل هذا الأحد للقدّيس يوحنّا (10/ 22- 42) "إنّ خرافي تصغي إلى صوتي، وأنا أعرفها وهي تتبعني وأنا أهب لها الحياة الأبديّة فلا تهلك أبدًا" (يو 10/ 27). ولنكون من تلك الخراف ولنسعى أن نتقدّس بالرّبّ ونتجدّد به فتكون حياتنا بحسب إرادته، كان لنا حديث روحيّ مع نائب معاون كاهن رعيّة مار جرجس والصّعود الأب جورج ناصيف المريميّ.

 

إستهلّ الأب ناصيف حديثه بالقول: "تحتفل كنيستنا المارونيّة في هذا الأحد بعيد تجديد البيعة، أيّ تجديد كنيسة شعب الله الجديد. وهو في الأساس عيد يهوديّ. كان اليهود يحتفلون به في كانون الأوّل/ ديسمبر كتذكار لتطهير هيكل أورشليم على يد يهوذا المكابيّ سنة 164م.، بعد أن استردّه من يد اليونانيّين الذين دنّسوه بذبح خنزير على مذبح التّقدمة. وكما نعلم فالخنزير عند اليهود هو علامة التّدنيس لأنّه حيوان دنس. أمّا الرّبّ يسوع فقد طهّر بدمه دنس خطايانا الذي سفكه لأجلنا على الصّليب، وجدّد معنا عهده، إذ قال للرّسل: "إشربوا من هذا كلّكم، فهذا هو دمي الذي يهراق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا"."

 

وتابع: "لكنّ مشكلة اليهود مع يسوع تظهر في هذا النّصّ من الإنجيل، فهم لم يصدّقوا كلامه ولا آمنوا بالأعمال التي عملها أمامهم، وسدّوا آذانهم وأغمضوا عيونهم، لأنّهم ليسوا من خرافه التي تتبعه. أمّا صفات خراف المسيح، أيّ شعبه المؤمن به، فهي الإصغاء لصوته واتّباعه، لذا هو يعرفها بأسمائها. ونتيجة اتّباعها له، هو يعطيها حياة أبديّة، ويقيها الهلاك الأبديّ، ولا ينتزعها أحدٌ من يد الآب. فكلّ من يتبع المسيح هو محميٌّ من الهلاك، ومصان من غلبة الشّرير."

 

وعن مشكلة يسوع الثّانية مع اليهود استطرد الأب المريميّ قائلًا: "هم كلّما قام بأعمال وآيات، يطلبون منه أن يبرهن بالكلام عمّا جعله يقوم بهذه الأعمال العجيبة. وعندما يتكلّم بسلطان، يطلبون منه آية ليبرهن أنّ كلامه صادق، وفي الحالتين يتّهمونه بالتّجديف لأنّه جعل نفسه مساويًا للآب."

 

وأردف: "ما نتعلّمه من هذا النّصّ، هو أن نعلن إيماننا بالرّبّ، هو ربّنا وإلهنا، كلامه صادق ومحرّر، هو يحفظنا من الشّرير، لأنّنا خرافه ولأنّ كلّ من هو للإبن فهو للآب أيضًا."

 

وإختتم الأب ناصيف حديثه مصلّيًا: "أعطنا يا ربّ نعمة الإصغاء كي نسمع كلامك ونتبعك، فنكون بين يدي الآب، حيث لا أحد ينتزعنا منه. بل نتجدّد بحبّك ومعرفتك يومًا بعد يوم. آمين."