دينيّة
30 كانون الثاني 2022, 08:00

خاصّ– كرم: هل اللّقاء مع يسوع الكلمة يجعلك رسولًا تعلن الكلمة للأمم؟

غلوريا بو خليل
"بعد حياةٍ خفيّة دامت ثلاثين سنة، باشر يسوع حياته العلنيّة بعد اعتماده في نهر الأردنّ. فزمن الدّنح هو اعتلان سرّ يسوع وتهيئة للإنطلاق بحياة الرّسالة. نتأمّل في هذه الأزمنة بمسيرة روحيّة تهدف إلى كشف سرّ المسيح بدءًا بيوحنّا، ثمّ بالرّسل، وفي توسيع إطار كشف سرّه للشّعب اليهوديّ، إذ نتأمّل هذا الأسبوع باعتلان سرّه للسّامريّة وللشّعب السّامريّ. هذا ما يدلّ على أنّ رسالة يسوع هي للعالم أجمع وليس فقط للشّعب اليهوديّ." بهذه المقدّمة استهلّ كاهن رعيّة بشلّلي في أبرشيّة جبيل المارونيّة الخوري روجيه كرم تأمّله بإنجيل يسوع والسّامريّة للقدّيس يوحنّا (4: 1- 26) في حديث لموقعنا.

وأكمل: "من خلال تأمّلنا بهذا الإنجيل نكتشف سبع عناصر جوهريّة، وهي:

1- يسوع هو إنسان كامل إله متجسّد، يتعب ويعطش ويتحنّن "وكان هناك بئر يعقوب. فإذ كان يسوع قد تعب من السّفر، جلس هكذا على البئر، وكان نحو السّاعة السّادسة. فجاءت امرأة من السّامرة لتستقي ماءً، فقال لها يسوع: "أعطيني لأشرب"" (يو 4: 6- 7).

2- يسوع يتخطّى التّقاليد العرقيّة ويفتح حوارًا مع إمرأة سامريّة رغم كلّ الحواجز والفروقات.

3- يسوع يحاور الإنسان، يرفعه من المستوى المادّي إلى البعد الرّوحيّ: "أجاب يسوع وقال لها: "كلّ من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا. ولكن من يشرب من الماء الّذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد" (يو 4: 13- 14أ).

4- ينتقل يسوع من إنسان بحالة عطش طالبًا الارتواء إلى معين ماء يتفجّر حياةً أبديّة "بل الماء الّذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياةٍ أبديّةٍ"." (يو 4: 14ب)

5- ثمار حوار الرّبّ مع البشر تهدف إلى النّموّ في المعرفة الإلهيّة والإيمان:

·        من بدء الحوار تقول المرأة السّامريّة: كيف تطلب منّي أن تشرب وأنت يهوديّ؟

·        بعد ذلك ارتفع مستوى الحوار وقالت له "يا سيّد"

·        بعد أن كشف يسوع واقع حياة المرأة في علاقتها الزّوجيّة أعلنت أنّه "نبيّ"

·        في الخاتمة أعلنت إيمانها بأنّه المسيح فأكّد يسوع الوصيّة بقوله "أنا الّذي أكلّمك هو." (يو 4: 26)

6- المرأة السّامريّة تركت جرّتها، فلم تعد بحاجةٍ لها وقد اكتشفت الينبوع الحقيقيّ وهو قادر أن يروي عطشها مدى الحياة.

7- اللّقاء مع يسوع جعل المرأة السّامريّة رسولة السّامرة تعلن الكلمة بشغف وحماس.

 

وإستخلص موضحًا: "من خلال الكشف عن حياتها العاصفة، لا يسعى يسوع إلى إلقاء محاضرة عليها أو إرباكها. هو، قبل كلّ شيء، يسعى إلى جعلها تدرك العطش العميق الذي بداخلها، ورغبتها المطلقة في السّعادة، والحبّ الحقيقيّ، وتعطّشها إلى المطلق الذي لم تطفئه أيّ علاقة بشريّة بعد. غالبًا ما تكون الخطيئة بحثًا يائسًا عن السّعادة يأخذ الاتّجاه الخاطئ. هذه المرأة متعطّشة للعيش وللحبّ الحقيقيّ. لقد أحبّت وظنّت أنّها محبوبة. وفي كلّ مرة كانت خيبة أمل مريرة، خيبة أمل كبيرة. خيبة أمل تبلغ من العمر ستّة رجال حتّى لقائها بعريسها السّابع الأخير والأبديّ: يسوع المسيح."

وإختتم الخوري كرم تأمّله بعبرة للعيش جاء فيها: "هل بتأمّلك للكتاب المقدّس انفتحت لروح الرّبّ واكتشفت صفاته؟ هل اللّقاء مع يسوع الكلمة يجعلك رسولًا تعلن الكلمة للأمم؟ هل اللّقاء مع يسوع يجعلك موجودًا حقًّا، ووحده قادر أن يروي العطش، ويمنحك الشّبع ويبعدك عن الحيرة والاضطراب في ملء فراغات قلبك من حبّه؟"