دينيّة
20 آب 2020, 07:00

خاصّ- "قيمة الإنسان لا تتغيّر أبدًا"

تمارا شقير
قلوبٌ لا تؤثر فيها رؤية سفك الدّماء، لا الألم ولا الوجع... قلوب لا ترحم، قلوب لا ترأف... هكذا أصبحت حال معظم القلوب في أيّامنا هذه، فهي لم تعد تعرف إلّا معنى الظّلم والعنف والاستبداد والتّعذيب. وفي المقابل قلوب فُطرت، وحريّات انتهكت، وبات الإنسان "رخيصًا"، وفي الكثير من الحالات ذليلًا، لا يُحترم ولا يُقدّر ولا يُكرّم.

 

نعيش في مجتمع غابت عنه الإنسانيّة، لا بل في غابة تحوّل أفرادها إلى وحوش شرسة لا تكترث إلّا لمصالحها الخاصّة حتّى لو تطلّبها الأمر تهميش الآخر وتدميره وتعذيبه "من دون أن يرفّ لها جفن".

ولكنّ "قيمة الإنسان لا تتغيّر أبدًا لأنّ الله هو الّذي خلقه، وإنّما النّظرة هي الّتي تتغيّر"، هذا ما أكّده الأب ميشال عبّود الكرمليّ في حديث خاصّ لموقعنا، لافتًا إلى أنّ قيمة الإنسان تكمن في محبّته للآخر.

ومن هنا، تسعى الكنيسة جاهدة إلى الحفاظ على قيمة الإنسان، هي الّتي بتعاليمها تدعو دائمًا إلى المحبّة "كلّ القيم منشأها الله والله لا يملك محبّة وحسب، بل هو المحبّة بالذّات، ومحبّة البشر يجب أن تكون المرجعيّة المركزيّة لكل فعل اجتماعيّ. فإذا كنت أحب، أرغب في أن أكون صادقًا وأقبل حريّة الآخرين وأسعى إلى عيش العدالة. المحبّة تتخطّى العدالة لأنّ في المحبّة لا أعطي الآخر ما يحقّ له وحسب، بل أريد خيره الشّامل من كلّ قلبي، وحتى تلك القيمة الأصليّة الّتي هي كرامة الإنسان تجد جذورها في محبّة الله لنا، ولأنّ الله يحبّ كل إنسان من دون حدود وخلقه على صورته، فهو يستحقّ المحبّة، لذلك يمتلك الإنسان كرامة لا تنتزع".

في عالم يجتاحه السّواد ويطغى عليه البغض، في عالم يسيطر عليه الظّلم والعنف، لنستمع إلى نداء الكنيسة ولنعمل على تجديد نوايانا وتصحيح وجهاتنا، فنحبّ بعضنا بعضًا كما أحببنا المسيح متمّمين وصيّته: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئًا، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيمًا وَتَكُونُوا بَنِي الْعَلِيِّ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ الشَّاكِرِينَ وَالأَشْرَارِ .فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضًا رَحِيمٌ".(لو 6/ 35-36).