دينيّة
21 نيسان 2019, 07:00

خاصّ - قيامة السّيّد المسيح... الآية الكبرى

غلوريا بو خليل
"إنّه قام وليس ههنا" (مر 16 /6)، هذه هي البُشرى التي تلقّتها النّسوة في القبر الفارغ. مُعطي الحياة وطأ الموت بالموت ووهب الحياة للّذين في القبور حقًا قام! إنّه يوم الفرح والرّجاء إنّه يوم الحياة! من هنا تنبع مسؤوليّتنا كمسيحيّين لنفهم حقيقة أبعاد القيامة المجيدة وعمقها، لذا علينا الإبحار في الكتاب المقدّس لنكتشف ونستشفّ محبّة الله لنا من خلال هذه الآية العظمى. إنطلاقًا من كلّ ذلك، كان لموقع "نورنيوز" حديث مع راعي أبرشية زحلة المارونيّة المطران جوزف معوّض الذي فنّد لنا أهميّة القيامة المجيدة على ضوء الإنجيل المقدّس فاستفاض شارحًا قائلًا:

 

"القيامة هي الآية الكبرى التي أعطاها يسوع المسيح والتي دلّت على هويّته أنّه ابن الله ومخلّص العالم. وكان قد شبّهها بآية يونان قائلاً أنّ هذا الجيل يطلب آية ولن يُعطى له إلّا آية يونان، فكما بقي يونان في بطن الحوت ثلاثة أيّام وثلاث ليال، كذلك ابن الإنسان سوف يبقى في جوف الأرض ثلاثة أيّام وثلاث ليال (راجع متّى 12/40).

والقيامة هي ركيزة إيمان الرّسل. فيسوع، خلال حياته على الأرض علّم بسلطان، وغفر الخطايا، وشفى المرضى، وأقام الموتى، ودعا النّاس إلى الإيمان به واتّباعه. وفي نهاية حياته مات على الصّليب، فسبّب ذلك خيبة للتّلاميذ كما عبّر تلميذا عمّاوس (راجع لو 24/21). ولكن عندما قام من الموت جدّد إيمان الرّسل فيه بأنّه ابن الله ومخلّص العالم. كان الرّسل قد آمنوا بالمسيح قبل القيامة، ولكنّ القيامة جدّدت هذا الإيمان ورسّخته ونمّته.

وآمن الرّسل بقيامة يسوع استنادًا إلى ظهوراته لهم بعد قيامته، علمًا أنه لا يوجد شهود عيان للحظة القيامة، وهي غير خاضعة للحواس. ومع الظّهورات، شكّل القبر الفارغ للرّسل علامة أنّ يسوع لم يبقَ في الموت.

وشهد الرّسل للقيامة حتّى الاستشهاد. ونحن اليوم نؤمن بقيامة السّيّد المسيح استنادًا إلى شهادة الرّسل الذين رأوا القائم من الموت. وهذه الشّهادة تناقلتها الأجيال حتّى وصلت إلينا، ورسالتنا أن ننقلها إلى الآتين بعدنا.

والإيمان بالقيامة هو ركيزة الإيمان المسيحيّ. فلولا القيامة لما كانت المسيحيّة ولما كانت الكنيسة. ولكان انتهى كلّ شيء بموت المسيح.

وقيامة السّيّد المسيح هي ركيزة رجائنا لقيامتنا. فنحن نرجو أنّ المسيح القائم سوف يُشركنا في قيامته المجيدة بعد أن نكمل مسيرة حياتنا على الأرض. وهذه القيامة هي عبور إلى حياة جديدة نشارك بها الله في مجده وحياته الإلهيّة. إنّ رجاءنا بالقيامة يعطينا القوّة لمواجهة الحياة الزّمنيّة مع ما فيها من ألم وصعوبات وخيبات وموت.

والقيامة هي عطية من الله لنا وهي تصدر من محبّته وإرادته أن يعطينا الحياة بفيض. وهي تتطلب منّا أن نكون في هذه الحياة مستعدّين كالعذارى الحكيمات، بالأمانة الدّائمة لإرادته في الحياة اليوميّة.

ونستطيع أن نلتزم بالأمانة الدّائمة لله بفضل يسوع القائم الذي يعطينا أن نعيش القيامة الرّوحيّة، وهي العبور من الإنسان القديم إلى الإنسان الجديد. فالإنسان القديم هو على صورة آدم الأوّل الذي عصى إرادة الله ووقع في الخطيئة. أمّا الإنسان الجديد فهو على صورة يسوع المسيح الذي خضع لإرادة الآب في كلّ شيء حتّى ولو كلّفه ذلك حمل الصّليب."