ثقافة ومجتمع
15 تشرين الثاني 2016, 08:05

خاصّ- قطرات محبّة وسلام في دير سيّدة الآلام- غدراس

تمارا شقير
هي قطرات محبّة وفرح تمطرها راهبات دير سيّدة الآلام- غدراس على المُسنين المُقيمين في بيت الرّاحة، قطرات دفء وحنان تغمر الرّاهبات فيها كلّ مُسن فقد الأمل بالحياة، قطرات بركة وسلام يبادلها المسنون بدورهم للرّاهبات.في هذا الدّير، تعمل راهبات سيّدة الآلام على خدمة المُسنين وتأمين حاجاتهم بمحبّة لا حدود لها وعطف لا يُقدّر بثمن، فيعبق في أروقته عبير الإيمان، ويفوح منه أريج الحنان والخدمة.

نشاطات لامتناهيّة يقوم بها الدّير فتُضفي أجواءً من السّعادة والبهجة على المُقيمين فيه، وبخاصّة النّشاطات الميلاديّة الّتي بدأ التّحضير لها بهدف زرع البسمة في قلوب شقت في ماضيها، قلوب المُسنين.                    

أيّام معدودة ويرتدي الدّير حلّة العيد، فتزرع في أرجائه أشجار ومغارات الميلاد، ويُشارك أيضًا تلامذة المدارس في أغلب النشاطات الدّينيّة والتّرفيهيّة، فيسكبون بدورهم محبّتهم على المُسنين ويتفاعلون معهم بحنان كبير. 

ومن أبرز النشاطات "رسيتال دينيّ تحييه بالعادة الآنسة شانتال عقل أو شبيبة منطقة الكفور الكسروانيّة، إلى جانب جلسة صباحيّة ومعرض أشغال يدويّة تحضّره سيّدات متطوعات، معرض يفتح أبوابه مدّة يومين ويشارك فيه أكثر من 500 شخص، ويعود ريعه إلى بيت الرّاحة ومستلزماته"، هذا ما أكّدته مديرة الدّير فيرا عيد في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز"، مشيرة إلى أنّ لهذا العام، رونق خاصّ اذ تشارك إحدى المُسنات في النّشاط فتعرض قبعات صوف حاكتها يداها المجعدتين.

هكذا، يشعر المسنون بانتماء كبير للدّير الّذي أصبح منزلهم اليوميّ، فغرفه تحفظ ذكرياتاهم بحلوها ومرّها، وزواياه تعبق بضحكاتهم وتنهّداتهم. في هذا الدّير بهجة إستثنائيّة يختبرونها وبخاصّة في العيد فيفضّل بعضهم الاحتفال بالميلاد في كنفه مع سكّانه وليس مع عائلاتهم.

من جهة أخرى، يجذب الدّير كمًّا هائلاً من المتطوعين، فلا يمرّ يوم لا يعرّج عليه متطوّع يعطّر جوّ الدّير بالمرح والسّعادة . ومن بين هؤلاء متطوعتان فرنسيتان كان لموقع "نورنيوز" فرصة الغوص معهما في تفاصيل تجربتهما الإنسانيّة هذه. فكريستيان كلين وميشال لارنيكول، سيدتان قدمتا من فرنسا للخدمة في دير سيّدة الآلام لمدّة شهر، فتعلّقتا بمن هم في العادة بركة البيوت، ما جعل تجربتهما "رائعة" تتغذّى من روح "المُسنين الهائلين والمميزين" ومن الإستقبال الّذي أشعرهما "بالإنتماء إلى المكان كما لو الدّيار."
كم هو جميلٌ أن يمدّ الإنسان يده للمساعدة وينشر السلام ويساهم في تأمين الرّاحة لشخص محتاج، كم هو جميلٌ أن يعمل بالمحبّة ليعيد الفرح إلى من فقد الأمل بالحياة.. هذه هي رسالة دير سيّدة الآلام في غدراس، فأفض يا ربّ بنعمك على كلّ عامل ومتطوع فيه ليعملوا برسالتك السّماويّة وينشروا المحبّة والسّعادة.