دينيّة
12 حزيران 2018, 07:00

خاصّ- قالت له رفقا: "قوم رح يمشي كلّ شي!"

ريتا كرم
قبل 17 سنة أضحى للبنان قدّيسة حملاويّة ضخّت في حياتها بركات على الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة عامّة وعلى دير مار يوسف- جربتا خاصّة، وفاضت على زائريها نعمًا بعد انتقالها إلى ديار الآب، وأصبحت شفيعة المقيمين والمنتشرين ورفيقة المتألّمين بينهم ورسولة الفرح لهم وللكثيرين. هي القدّيسة رفقا الّتي ننشر في ليلة عيدها شهادة شفاء جديدة عاشها بيار مرعب في العام 2008.

 

وفي حديث مع موقع "نورنيوز" الإخباريّ، يسرد بيار بفرح ورجاء قصّته مع رفقا؛ ففي ذاك العامّ، أصيب بيار بمتلازمة غيلان باريه، وهو اعتلال عصبيّ يصيب الجذور العصبيّة من أخمص القدمين حتّى الرّأس.

وفي التّفاصيل، شعر بيار بخدر في جسمه أثناء ممارسته الرّياضة، فقصد الطّبيب وأجرى مجموعة فحوص وصور كشفت عن إصابته بهذا المرض وتمدّده من ساقه حتّى خاصرته. وما بين الفحوص والنّتيجة، زار بيار ضريح القدّيسة رفقا، فدهن أماكن الوجع بترابها المقدّس وصلّى بحرارة وأطلق صرخة الإيمان.

لم تردّ رفقا بيار خائبًا فهي تدخّلت وأوقفت المرض عند هذا الحدّ، فجُلّ ما احتاجته حالته هو علاج طبّيّ في المستشفى ليومين فقط وجلسات فيزيائيّة لم تتعدّ الشّهرين، ليتحقّق الشّفاء الكلّيّ من دون أن يمتدّ المرض باتّجاه الرّأس ويدخله في دوّامة كانت لتصل إلى حدّ الغيبوبة.

لم تنته قصّة بيار مرعب مع القدّيسة رفقا هنا، بل تجدّدت حكايته مع الرّاهبة الحملاويّة قبل خمس سنوات حين عانى من دوخة مستمرّة سبّبت له انزعاجًا كبيرًا، بخاصّة أنّ الطّبّ لم يخدمه هذه المرّة ولم يكشف أسباب العلّة ولا سبيل علاجها. هذا الأمر جعل بيار، الّذي يعمل أساسًا في المجال الطّبّيّ، يبحث عبر الإنترنت عن تفسير لحالته، فقادته أبحاثه إلى فرنسا الّتي ستقيم دورة تدريبيّة حول هذا الموضوع، وقرّر السّفر عساه يجد الجواب وبالتّالي العلاج. أمّا والدة بيار فكانت تعمل في تلك الأثناء على جبهة ثانية، فاختارت الصّلاة سلاحها والقدّيسة رفقا شفيعتها. يومها وقفت أمام تمثالها في كنيسة مار أنطونيوس في الجمّيزة وصلّت من أجل ابنها من دون علمه.

في تلك اللّيلة خلد بيار إلى فراشه، وفيما كان نائمًا شعر بوجود راهبة بجانب سريره من دون أن يراها لا بالحلم ولا بالحقيقة، وقبل أن يستيقظ بثوانٍ سمع صوتًا يطمئنه ويقول: "قوم رح يمشي كلّ شي!".

وفعلاً، نهض بيار من فراشه مسلّمًا أمره لله بشفاعة رفقا، لينطلق بعد أسبوعين إلى فرنسا حيث وجد الحلّ ولتضحي رفقا رفيقة دربه الدّائمة.