دينيّة
11 نيسان 2022, 07:00

خاصّ- في أسبوع الآلام غوص إلى أعماق اللّيتورجية والرّتب المقدّسة مع الخوري أبراهام

نورسات
"بعد مسيرة ستة أسابيع من الصّوم الكبير، والاحتفال بسبت إقامة الرّبّ للعازر من الموت، ها نحن نصل للمرحلة الأخيرة من رحلتنا، للأسبوع الأخير، السّابع، رقم الكمال، يسمّى أسبوع الآلام، وفي الطّقس اللّاتينيّ يُدعى "الأسبوع المقدّس"، وهو زمن قائم بحدّ ذاته حيث نحتفل بِرُتَب وصلوات غنيّة روحِيًّا، تُسمّى الحاش، سنتأمّل بها على موقعناNoursat.tv مع إخوتنا الكهنة." بهذه المقدّمة استهلّ مُنسّق لجنة الإعلام في نيابة صربا الخوري إيلي أبراهام تأملّه لموقعنا.

وتابع: "نبدأ هذا الأسبوع المبارك برتبة الوصول إلى الميناء، في قلب الكنيسة الصّائمة، وعلى رأسها المسيح، والمرموز إليها بالسّفينة، والصّليب هو المنارة الهادية إلى برّ الأمان، حيث نعيش قمّة عمل الله الخلاصيّ بموت وقيامة مخلّص العالم، الرّبّ يسوع.

قديمًا كانت تُقام هذه الرّتبة في نصف اللّيل، الوقت الذي يُحدّده الإنجيليّ متّى، في الفصل 25، لمجيء العريس يسوع واستقبال العذارى الحكيمات له، مهيّئات بالشّموع والمصابيح المملوءة بزيت الأخلاق والأعمال الصّالحة.

إنّما لتسهيل مشاركة أكبر عدد من المؤمنين في هذا الاحتفال، يُقام في نهاية أحد الشّعانين أيّ عشيّة يوم الإثنين، كما نعلم أنّ اليوم اللّيتورجيّ يبدأ السّاعة الثّالثة بعد الظّهر، مساء النّهار التّالي.

يجتمع المحتفل، الشّمّاس، خدّام الشّمعتين والمبخرة والبخور، مع المؤمنين أمام باب الكنيسة المغلق.

تبدأ الرّتبة بالصّلوات، تراتيل النّور، صلاة الغفران، والقراءات (إنجيل العذارى).

يقرع المحتفل الباب ثلاث مرّات مصلّيًا: أولاً "خرجنا إلى لقائك أيّها المسيح العروس يا ربّ افتح لنا"، وفي المرّة الثّانية "إنّا لسائلون وطالبون وطارقون، يا ربّ افتح لنا"، وثالث وآخر مرّة "سمعنا صوتك أيّها الرّاعي الصّالح باب النّعاج، يا ربّ افتح لنا"، والشّعب يردّد في كلّ مرة "من نور الملكوت املأ قلبنا يا ربّ".

عندما يُفتح الباب من الدّاخل، يدخل الجميع إلى الكنيسة، حاملين الشّموع متذكّرين قول الرّبّ "َلْيُضِئْ نُورُكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 5: 16).

عندما يبلغ المحتفل المذبح، يُبدّل اللّباس البنفسجيّ ويلبس اللّون السّمّاقي أيّ الأحمر القّاني رمز الدّمّ والطّابع الملكيّ لآلام المسيح على الصّليب، وتُزال ستائر المذبح البيضاء وتُوضَع السَّوداء، وَيُوَشَّح الصَّليب بالسَّواد وَتُخَفَّض الأنوار، وهناك عادة قديمة أن توشّح التّماثيل وأيقونات القدّيسين بستائر سوداء، وتزال المياه المباركة من الجرن في آخر الكنيسة.

نلفت الانتباه بأنّ في هذا الأسبوع المحتفل لا يقول "السّلام للبيعة ولبنيها"، ولا "السّلام لجميعكم"، ولا "حقًّا والأمان لجميعكم"، ولا يبارك القارئ بعد مقدّمة الرّسائل، ولا نقول "بارك يا سيّد."

كذلك تُستبدل "الهلّلويا" بـ"إلهم وهم". لا تقال مقدّمات الإنجيل على الطّريقة الاحتفاليّة. وبدل "كونوا في السّكوت أيّها السّامعون"، نقول: "إرحمنا يا ربّ".

كذلك نرنّم الألحان المناجية مثل "تشبحتو لموريو، سبّحوا الرّبّ" و"مران أترحم علين، يا ربّ ارحمنا".

وإختتم مُنسّق لجنة الإعلام في نيابة صربا الخوري إيلي أبراهام تأمّله بالقول: "فلنستفد من آخر أسبوع للصّوم والصّلاة والصّدقة، والله يعطينا أجر الذين بدأوا من إثنين الرّماد بجملة: "أذكر يا إنسان أنّك تراب وإلى التّراب تعود"، من دون أن ننسى بأنّ روحنا من الله وإلى الله تعود. وهو وعدنا بآشعيا 3:61: "لأمنحهم التّاج بدل الرّماد"، ولنحتفل بعيد الأعياد، فصح قيامتنا مع الرّبّ يسوع. له ولأبيه ولروحه القدّوس كلّ الشّكر والتّسبيح من الآن وإلى أبد الآبدين، آمين."