ثقافة ومجتمع
25 نيسان 2017, 13:00

خاصّ- "غير المستطاع عند النّاس، مستطاعٌ عند الله"

تمارا شقير
بهدف نشر التّوعية حول مخاطر المخدّرات والحدّ من تفاقم مشكلة الإدمان وإعادة تأهيل الشّباب المدمنين، أُسست في شباط/ فبراير 1994 جمعيّة "الشّبيبة لمكافحة المخدّرات". واليوم بعد 23 عامًا، ما زالت هذه الجمعيّة تعمل جاهدةً على مساعدة كلّ شاب استطاعت المادّة المخدّرة السيطرة عليه وتدمير حياته.

 

تؤكّد المسؤولة الإعلاميّة في "الشّبيبة لمكافحة المخدّرات" نادين نجّار في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" أنّ التّخفيف من نسبة الانتكاسة، وتفعيل دور الأهل في احتضان الشّاب المدمن، والمساهمة في تغيير نظرة المجتمع تجاهه هي أيضًا من أهداف الجمعيّة، لذا تسعى إلى تحقيقها من خلال أربعة برامج رئيسيّة.

البرنامج الأوّل هو مكتب المشورة والاستقبال الّذي يدرس حالة المدمن الصّحّيّة والاجتماعيّة ويُوجّهه إلى برنامج إعادة التّأهيل المناسب. البرنامج الثّاني هو برنامج إعادة التّأهيل الّذي يهدف إلى مساعدة المدمن على التّخلّص من آثار الإدمان، وهو نوعين، داخليّ وخارجيّ.

برنامج إعادة التّأهيل الدّاخليّ يكون في أحد مراكز الجمعيّة ويؤمّن متابعة نفسيّة للمدمن وعائلته، ويُساعده على التّخطيط والتّحضير لمشروع حياته الجديدة؛ في حين أنّ البرنامج الخارجيّ يُنفّذ في مركز المكرّم الأب بشارة بو مراد المخلّصيّ للمتابعة والعلاج الخارجيّ في بيروت، ويستقبل الشّباب المدمنين على التّدخين أو الإنترنت أو الميسر.

أمّا البرنامج الثّالث فهو برنامج المتابعة، ويطال الشّباب الّذين تعافوا من الإدمان وهدفه الرّئيسيّ هو تلافي تعرّضهم للانتكاسة. والبرنامج الرّابع والأخير، هو التّوعيّة والتّدريب الّذي يعمل من خلال تنظيم ورشات عمل ومحاضرات، على التّوعيّة حول مخاطر المخدّرات والإدمان.

تمتد عادةً إعادة التّأهيل لسنة كاملة، وفق ما أكّدت نجّار، والخطوة الأولى في هذه المسيرة هي رغبة الشّاب في التّخلّص من الإدمان. وفور قبول طلبه، يتوجّه المدمن إلى المستشفى لتنظيف جسمه من السّموم أي يخضع إلى الـdetox procedure، وهي المرحلة الأكثر صعوبة إذ يعاني فيها من أوجاع جسديّة مؤلمة. ومن ثم يبدأ مشواره مع الجمعيّة بهدف التعافيّ والعودة إلى الحياة مفعمًا بالأمل والطّاقة الإيجابيّة.

من جهة أخرى، أوضحت نجّار خلال حديثها مع موقعنا أنّ للصّلاة أهميّة كبيرة في برنامج إعادة التّأهيل إذ يكتسب المدمن ثقته بالله من جديد ويتقرّب منه أكثر، مشيرةً إلى وجود مرشد روحيّ يرافق الشّباب في مسيرتهم، فيجيب على أسئلتهم، ويساعدهم على استرجاع أملهم في الحياة.

لا شكّ في أنّ درب التّخلّص من الإدمان والمخدّرات قاسٍ وصعب، ولكن بالإرادة الصّلبة والإيمان القويّ والاتّكال على الله، يتغلّب المدمن على حالته المأساويّة ويعود إلى الحياة من جديد فـ"غير المستطاع عند النّاس، مستطاعٌ عند الله" (لو 27:18).