دينيّة
10 تشرين الأول 2021, 07:00

خاصّ– غانم: لنختار طريقة عيشنا وتصرفاتنا ونثق بالله!

غلوريا بو خليل
الأمانة في الخدمة هو محور إنجيل اليوم للقدّيس متّى (24/45-51) المُعَنوَن "مثل الوكيل الأمين". ونحن نعلم أنّ الخدمة مسؤوليّة والمسؤوليّة خدمة، وأنّ لكلّ منّا دورًا مؤتمنًا عليه شرط أن يكون مبنيًّا على المحبّة والأمانة بتفانٍ صادق، وبذلك نكون على خطى معلّمنا يسوع المسيح فنستحقّ الخلاص. وللإبحار في كلمة الرّبّ والتّعلّم من أمثاله لخلاص نفوسنا، كان لنا حديث روحيّ مع السّفير العالميّ للسّلام الأب الدّكتور طوني غانم الأنطونيّ الذي شرح لنا إنجيل اليوم على ضوء رسالة بولس.

إستهلّ الأب غانم حديثه شارحًا: "في هذا الأحد الرّابِع من زمن الصّليب، يدعونا الرّبّ يسوع للاستعداد للمجيء الثّاني وانتظار يوم الرّبّ كما ينتظر العبد سيّده. فالمؤمن الحقيقيّ هو الرّجل الذي يكون دومًا مستعدًّا ويتاجر بالوزنات متاجرة العبد الصّالح في غياب معلّمه كما في حضوره، ويكون حكيمًا في تعاطيه مع وصيّته ويستعدّ للعيش في ملكوت الله في كلّ لحظة من حياته.

كمؤمنين أمينين للكلمة يطلب منّا الرّبّ أن ننمو روحيًّا بواسطتها وننتظر الملكوت بكلّ رجاء لننال الخلاص لنفوسنا بروح التّوبة والإيمان. فبولس الرَّسول يظهر لنا في رسالته كيف علينا أَن ننتظر المجيء والوقت الذي يمكن أن يحصل فيه! أمّا من جهة الانتظار، فعليه أن يكون مليئًا بالرّجاء، تُنيره المحبّة، ويعطي له الإيمان طعمًا خاصًّا به.

أمّا في الإنجيل، فقد ضرب يسوع مثلاً عن السّهر الذي يجب أن يعيشه كلّ مؤمن بحكمة، فالانتظار عليه أن يكون مكلّلًا بالخدمة الصّالحة، والأمانة على الوديعة التي أعطانا إيّاها الرّبّ بالحفاظ على بعضنا البعض، وتطوير المواهب والقدرات التي وهبنا إيّاها.  

يدعونا الرّبّ اليوم لنختار طريقة عيشنا وتصرفاتنا ونثق بالله ونحبّه، لأنّه يحترم حرّيّتنا، ولنملك معه فهو يترك لنا القرار. ويعرف أنّنا قادرون على فعل ذلك، إن صوّبنا إرادتنا في الاختيار.

إذًا علينا أن نثق بإيماننا بعودة المخلّص في أيّ وقت ونقوّيه ونحافظ عليه من دون أن نقلق. فعلى الرّغم من أنّنا في انتظارنا نصادف صعوباتٍ جمّة، وتحدّياتٍ كبيرة، لكنّنا نثق بعمل الرّوح المعزّي الذي يقوّينا في الشّدائد والذي يرشدنا إلى درب الخلاص، ويقوّينا في لحظات التّجارب والتّخلّي."

وإختتم الأب غانم تأمّله بمناجاةٍ قلبيّة مصلّيًا: "يا ربّ هبنا روح الرّجاء والحبّ والهدوء والسّكينة، لنبقى على أمانتنا ومحبّتنا لك واثقين بك، ولندرك حضورك الدّائم في حياتنا كلّ يوم، وننتظرك برجاء، ونستقبلك بكلّ تسليم، حتّى إذا ما أتت السّاعة وجدتنا ساهرين فرحين بلقياك. لك المجد إلى أبد الآبدين، آمين."