خاصّ– عون: بالمعموديّة نصبح هياكل سينودسيّة تشرّع أبوابها للمسيح
وعن أهميّة النّهر تابع شارحًا: "كانت الشّعوب منذ القديم تبحث عن المياه كمصدر للحياة وتستوطن جنب الأنهر لكي تشرب، تزرع وتربّي المواشي. فالأنهر كانت ضمانتهم الكبرى للاستمرار بالعيش. كانوا تارة يدافعون عن أرضهم لأنّ فيها مياه وتارةً أخرى يغادرون أرضهم بسبب جفافها.
أمّا الإنسان الجديد فأصبح على يقين أنّه عندما يغطس داخل الماء يسترجع حالته الأولى باستقراره في داخل أحشاء أمّه عندما كان محاطًا بالماء بأكمله. ولكنّه عندما ينزل في جرن المعموديّة، يغمره الله وتلده أمّنا الكنيسة لأنّ جرن العماد هو الرّحم الذي يخرج منه المولود بالماء والرّوح، فيصبح عضوًا في جسد المسيح السّرّيّ.
إنّ الاعتلان الإلهيّ الذي شاهدناه لحظة معموديّة الرّبّ يسوع على يد يوحنّا المعمدان في نهر الأردن يُثبت لنا حضور الثّالوث الأقدس في عالمنا ورضى الله الآب على ابن الإنسان. فالمسيح مثالنا الأعلى والأسمى قد اعتمد أمامنا ليشجّعنا على الاتّحاد به بنزولنا في جرن العماد ونيل سرّ المعموديّة فيَرضى عنّا الله الآب كما رضي على ابنه الوحيد.
يشبّه الأب جان كوربون في كتابه "ليتورجيّة الينبوع" الله للنّهر، فالآب هو الينبوع، والإبن هو مجرى النّهر والرّوح القدس هو المياه الذي يتجدّد دائمًا فنشربه ونبشّر بقوّته. إذًا لشعب العهد الجديد أصبح الله هو ضمانتنا الكبرى والوحيدة لكي ننمو ونزرع الكلمة في كلّ شخص نلتقيه. إذًا فالرّبّ يسوع جعل النّهر الجديد داخل الكنيسة لأنّه لا ينضب أبدًا. فالله والكنيسة هما ضمانتنا."
أمّا عن عيش السّينودس الدّنحويّ فأوضح: "تثبت لنا كنيستنا اليوم أنّها تصغي لشعبها من خلال أعمال السّينودس التي أُطلِقت في جميع أبرشيّات العالم. إنّ الرّوح القدس يقود السّينودس وأعماله، فتصبح روحانيّة السّينودس روحانيّة كل إنسان مسيحيّ. فالرّوح القدس روح منفتح لا روح منغلق، إنّه بجوهره سينودسيّ.
وبالمعموديّة نصبح هياكل للرّوح القدس هياكل سينودسيّة تشرّع أبوابها للمسيح، للكنيسة جمعاء ولكلّ البشر والخلائق."
وإختتم حديثه مصلّيًا: "أيّها الرّبّ الإله الضّابط الكلّ والحاضر في كلّ مكان، بروحٍ رئاسيٍّ أعضدنا وأهّلنا لكي نعيش كجماعة مؤمنة متّحدة بقوّة الرّوح القدس، لك المجد إلى الأبد، آمين."