ثقافة ومجتمع
11 آب 2016, 14:00

خاصّ- عن محطة جديدة في رحلة الحياة

تمارا شقير
يمضي التلاميذ خمسة عشرة عامًا في المدرسة ينتظرون بفارغ الصبر اللحظة التي يرمون بها قبعة التخرّج. فبعد نهاية العام الدراسي والإمتحانات الرسمية، يفتح تلاميذ الصف الثانوي الثالث صفحة جديدة من كتاب حياتهم، صفحة ما زالت بيضاء على كلّ واحد منهم أن يملأها بالإنجازات.

ولكن هؤلاء يقفون أمام قرار صعب لسلك الطريق الصحيح، فاختيار الإختصاص المناسب ليس سهلاً، اذ أنّه الخطوة الأولى في بناء مستقبلهم وتحقيق أحلامهم. وهم بغالبيتهم يواجهون في هذه المرحلة مشاكل عديدة، فبين اختيار الجامعة وأقساطها المرتفعة وبين رأي محيطهم وتأثيره عليهم، يجدون أنفسهم في حالة من الضياع، لذا يلجؤون في بعض الأحيان الى أساتذتهم أو الى مكاتب التوجيه في الجامعات، ولكن الخيار الأخير يعود اليهم عمومًا والى شغفهم خصوصًا.

ومع اقتراب مسابقات الدخول الى الجامعات وبداية العام الدراسيّ، أجرى موقع "نورنيوز" حديثًا مع بعض التلاميذ للتعبير عمّا يواجهونه من صعوبات.

غنوة دكاش كانت ترغب في التخصص بمجال إدارة الأعمال لكن صعوبة امتحان الدخول الذي تضعه الجامعة اللبنانيّة كان عائقًا أمامها، فاختارت اختصاص العلاقات العامة في الجامعة نفسها آملةً أن يكون قرارها ايجابيًّا للمستقبل.

بدورها ريتا الصيفيّ عبّرت عن ضياع كبير، فعائلتها وأصدقاؤها لم يشّجعاها على التخصص في مجال السمعيات والبصريات(Audio-visuel) أو الصحافة باعتبار أنّ فرص العمل في هذين المجالين قليلة في لبنان. ولحبّها لعلم الجريمة، حصرت الصيفيّ خياراتها بين مجالي  الحقوق والبيوتكنولوجيا وقالت: "أستطيع من خلال هذين الإختصاصين أن أدخل مجال الجريمة في دراسة الماجيستير، وبعد التفكير مطولاً اخترت البيوتكنولوجيا مع انني خائفة بعض الشيء لأنه مجال علميّ بحت".

وريم حتّي من جهة أخرى، بعد أن كانت مقنتعة باختصاص العلاقات العامة، تأثرت بوجهة نظر محيطها الذي دفعها الى تبديل رأيها: "رغب أهلي أن أدخل مجال الحقوق، الا أنّني لم أحبّذ الأمر وبعد التفكير في اختصاصات عديدة كالعلوم الإجتماعيّة وعلم النفس وغيرها، وقع اختياري على اختصاص الإعلان والفنون الجميلة فهو الأفضل والأنسب لي".

أما بيرلا حايك فلم تتخبّط في كلّ هذه الصراعات، فهي اختارت منذ صغرها اختصاص علم النفس استنادًا الى شغفها الكبير وتشجيع أهلها. وتقول حايك: "أجريت الأبحاث اللازمة فتعرّفت أكثر على الإختصاص وأنا متأكدة أنني سأكتسب خبرات ومعلومات عديدة تخوّلني أن أنجح في المستقبل".

تعددت الآراء والإختصاصات، وها هو الجيل الجديد يستعد لأن يخطو الخطوة الأولى للإنطلاق برحلة الحياة.. رحلة طويلة غامضة يأمل كلّ تلميذ أن يُكلّلها بالنجاحات والإنجازات.