خاصّ- شبيبة "الينبوع".. ينبوع محبّة وفرح
بوجه بشوش وفرح كبير استقبل مركز الينبوع موقع "نورنيوز" الّذي أجرى دردشة مع مديرة المركز نيكول نعمه وشّبيبته.
أطلعتنا نعمه خلال حديثها مع موقعنا على تفاصيل المركز ونظامه، فأخبرتنا أنّ "جمعيّة الينبوع تأسست عام 1993 على يد المونسينيور لويس البواري بهدف إعادة تأهيل الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصّة وضمان دمجهم في المجتمع، وذلك من خلال العمل على تطوير قدراتهم الذاتيّة" مضيفةً أنّ "عددًا لا يستهان به من الشّبيبة يتمتع بقدرات عمليّة كبيرة، فبرنامج العمل في المركز يتوّزع بين 75% أعمال اليدويّة و25 % دراسة وأعمال تربويّة".
من هنا، طوّر المركز برنامج التّوظيف المدعوم بهدف دمج الطّلاب ذوي الطاقات الواعدة في سوق العمل، ساعيًّا إلى تأمين فرص عمل للشبيبة وتوجيهها. ولكن قبل البدء بحياتهم العمليّة، يخضع الشّبان والشّابات لدورات تدريبيّة مكثّفة تمكّنهم من الإنخراط في مكان العمل، والجدير ذكره أنّ المركز يبقى مرجع الشّبيبة الوحيد في كلّ الحالات.
تنقسم الشّبيبة في المركز إلى ثلاثة فرق: الأوّل مؤهل للعمل والإنخراط في المجتمع؛ الثّانيّ، يمتلك جدارات عمليّة لكنّه غير قادرعلى التّأقلم مع العالم الخارجيّ؛ أما الفريق الثّالث فيجد صعوبة بالعمل، لذا يتّبع نظام رعاية خاصّة ويقوم بنشاطات عديدة متنّوعة، وقد تصل أعمار أفراد هذا الفريق أحيانًا إلى السّتين عامًا.
من جهة أخرى، كشفت نعمه لموقعنا أنّ الجمعيّة ستنتقل في فصل الصّيف إلى مركز جديد في منطقة ساحل علما مشيرة إلى أنّه سيستقبل فئة جديدة من الأعمار تتراوح بين الـ7 والـ14 سنة بالإضافة الى الفئة العمرية التي يستقبلها الينبوع حالياً (14 سنة وما فوق) وسيتوزع برنامج العمل بين 75% أعمال تربويّة ودراسة و25% أعمال يدويّة.
وقد جال موقعنا داخل المركز للإطلاع على الخدمات التي يقدّمها من المشاغل التّربوية والتّثقيفّية والحرفيّة والمطبخيّة إلى النّشاطات الرّياضيّة والتّرفيهيّة والموسيقيّة، شارحةً لنا تفاصيلها المساعدة الإجتماعيّة في المركز إيرين عبد السّاتر مخبرة بأنّ مشغل المعلوماتيّة ينمي القدرات الفكرية عند الشّبيبة، ومشغل الأكاديميّة يعلّمها القراءة والكتابة والرياضيات وسواها، في حين أنّ المشاغل الحرفيّة تساعدها على تحسين قدراتها اليدوية والإبداعيّة عبر نشاطات مختلفة كالرّسم والتّلوين. أمّا مشغل الفشار فيهدف إلى تطوير روح العمل الجماعيّ عند الشبيبة من خلال سلسلة مهمّات يقوم كلّ واحد بتنفيذها. ومشغل البينياتا ينمّي القدرة على التركيز والمرونة الحركيّة، بينما مشغل المقاولة الصّناعيّة يوّفر تدريب الشّبيبة للقيام بأعمال يدوية للمصانع والمؤسسات الإقتصادية المعنيّة.
وأردفت عبد السّاتر أنّها تعمل جاهدةً على تعليم الشّبيبة كيفيّة حماية أنفسهم تفاديًّا لأي عنف لفظيّ أو جسديّ مشدّدة على أنّه من الضّروريّ إطلاعهم على كلّ شيء بدقّة ليفرّقوا بين الصّح والخطأ. وأضافت أنّها تتابع دائمًا الشّباب والشّابات وتستمع إلى مشاكلهم وتُحوّلهم إلى المعالجة النّفسيّة في بعض الحالات الحرجة.
وجيه، ورودني، وجويس، وستيفاني هم من ورود هذا المركز، يحبّون تواجدهم فيه ويستمتعون بأوقاتهم.. وجيه يحبّ جميع أصدقائه و"بحبّ الله كتير"، ورودني بدوره يعشق حلّ الأحجيّات Puzzle. أما ستيفاني فقالت لنا "بحبّ كل شي بالينبوع" وجويس تعتبر أنّ "أهمّ شي نصليّ ونروح عالقدّاس".
هؤلاء هم أبطال "الينبوع"، لا تفرقنا عنهم إلا جينة واحدة.. لا يجب أن يقف الإختلاف عائقًا أمامنا، نحن سيّان ومن حقنا جميعًا العيش باحترام في المجتمع والعمل في المؤسسات، فأتح يا ربّ فرص العمل أمام هؤلاء وأنعم عليهم بالأمل والمثابرة.