خاصّ– زغيب: دعوتنا اليوم ألّا نخاف، بل أنْ نثق بمن هو رجاؤنا وسلامنا
"في هذه اللَّيلة وُلِدَ لنا رجاءٌ جديدٌ بولادة يسوع الَّذي "يُخلِّص شعبَه من خطاياهم" (مت 1: 21). رجاءٌ جديد، لأنَّ الرَّبَّ أصبح معنا وبيننا، عمَّانوئيل، أيّ إلـهُنا معنا. في قلب ظلمة هذه الأيَّام وسوادِها، أشرَق لنا النُّور الَّذي يُنيرنا، والفرحُ الَّذي يملأُ قلوبَنا، والعلامة: "طفلٌ مقمَّطٌ، مُضجَعٌ في مذود!" (لو 2: 12). يا لها مِنْ علامةٍ غريبةٍ عجيبة. المخلِّص طفلٌ هو!!! والطِّفل بحاجةٍ إلى مَنْ يطعمه ويسقيه ويكسوه ويدفِـئُه؛ وبحاجةٍ إلى مَنْ "يُخلِّصُه" ويحميه. فكيف يكون الطِّفل مخلِّصًا؟ والمخلِّص طفلٌ هو، وهو مضجَعٌ في مِذود الحيوان. هو فقير، لا مسكن له ولا مأوى. وُلِدَ وحيدًا في إسطبل، إلى جانبه أمّه ومربٍّ وحيوانات. ولكنَّ سمعان الشَّيخ قالَ في شأنِ هذا الطِّفل عينه: "قد جُعِلَ لسقوطِ ونهوض كثيرين" (لو 2: 34)؛ ولـمّا ناجى إلـهَهُ قال: "عينايَ قد أبصَرَتا خلاصَكَ" (لو 2: 30)". بهذه الكلمات استهلّ الخوري زغيب حديثه لموقعنا.
وتابع: "عندما تَـحلُك الأيَّام، ويبدأ خيط الأمل بالانقطاع، يلوح في الأفق رجاءٌ يبدِّد يأسَ اليائسين، ويقوِّي فزِعِي القلوب. وفي غالب الأحيان تكون العلامة غير مفهومة وتتجاوز إدراك الإنسان. هكذا، في ميلاد ربِّنا يسوع. هو الطِّفل الصَّغير الضَّعيف، قد صار لنا رجاءً صالـحًا "أمس واليوم وإلى الأبد" (عب 8: 13). هذا الَّذي لم يُحسَب له حسابٌ في تاريخ "العظماء" غيَّر مجرى التَّاريخ، ووهبَنا الخلاصَ والسَّلام، وأشعَلَ فينا الرَّجاء الَّذي بدأ ينطفئُ مِنْ ضيق هذه الأيَّام."
وإختتم الخوري دانيال زغيب قائلًا: "دعوتنا اليوم ألَّا نخاف، بل أنْ نثِقَ بمن هو رجاؤُنا وسلامُنا. دعوتُنا أنْ نختبر ما جرى من ألفَي سنة ونيِّف، في حياتنا اليوميَّة، ولو أنَّ العلامة غير واضحةٍ ومُقنِعةٍ غالبًا. فلا نيأس ولا نتراجع لأنَّنا وُهِبْنا الرّجاء الصّالح الَّذي لا يُـخيِّب صاحبُه."