ثقافة ومجتمع
01 آذار 2018, 14:00

خاصّ - رغم الـ ALS.. رامي يونان "ما بيخاف من الموت لأن الله محبّة"

"يا ربّ اجعلني أداة لسلامك" بهذه الكلمات وصف ابن الـ35 عامًا علاقته مع الله بعد أن تغلغل مرض التّصلّب الجانبيّ الضموريّ-ALS في تفاصيل حياته منذ حزيران/ يونيو 2015.

 

كاللّصّ تسلّل المرض المستعصي في شباب رامي يونان، محاولًا سرقة نشاطه كإبن، وعطفه كأخ، وسنده كزوج ومسؤوليّته كأب، غير أنّ صاحب الإرادة والإيمان تصدّى للمرض بسلاح القوّة والمحبّة ليزجّه مانعًا إيّاه من تدنيس روحه المرحة وعقله الطّموح ووجهه البشوش.

أبى رامي أن يتوقّف قطار حياته في محطّة المرض، فبوقود الأمل والرّجاء ما زال يواظب على العمل حتّى اليوم في بنك داخل قسم هندسة الكمبيوتر، ليؤمّن حياة كريمة لزوجته سوزان وابنته الصّغيرة ماريتا.

ويا لعلاقة رامي بماريتا! علاقة مميّزة ووطيدة تغمرها المتعة ويترأّسها الإيمان، فترتيلة "يا شربل صلّي عنّا" ترافق كلّ النّشاطات التي يحاول الأب تأديتها من دون أن يُشعر ابنته بأيّ نقص أو فارق.

للعائلة دور مهمّ في صمود رامي بوجه مرضه، هو الذي يستمدّ القوّة والطّاقة الإيجابيّة من أحبّائه، يرى أنّ مرضه هو "رسالة محبّة" وأنّ الـ"الحياة من دون محبّة ما إلها طعمة".

قد فقد رامي قوّته الجسديّة، إلّا أنّه تغنّى وتسلّح بقوّة روحيّة أزليّة وإيمان أبعد عنه التّذمّر وقرّبه من محبّة يسوع المسيح والقدّيسين وجعل من القدّيس شربل شفيعًا "يحبّه" لحدود يعجز عن وصفها.

لطبيب السّماء مكانة خاصّة في قلب رامي، إلّا أنّ قدّيسين ثلاثة تعرّف عليهم في صغره خلال نشاطات الكشّاف اللّبنانيّ نحتوا حياته بالعبر السّامية التي ساندته في محنته.

فمن القدّيس فرنسيس الأسيزيّ تعلّم رامي أنّ الحياة أحلى مع المسيح، ومن القدّيس جرجس أنّه مهما كانت الظّروف صعبة فيسوع يمدّنا دائمًا بالقوّة، ومن القدّيس بولس أنّ المسيح هو وحده الطّريق الصّحيح، ليكلّل هذا المزيج الإيمانيّ العظيم برجاء روحيّ عبّره بالتّالي: "أنا ما بخاف من الموت وبعيش أحلى لحظات".

"نحنا على هالأرض لأنّا شركاء مع الله بمشروع الخلاص، وتنكون شركاء صالحين لازم نقبل بمشيئة الله ونمتلئ بالمحبّة".. بهذه القناعة وبهذا الفرح يتوجّع رامي، يعاني، ويتألّم.. إلّا أنّه في الوقت عينه يثابر، يقوى ويناضل، ليحاول التّغلّب على مرض شلّ أعصاب اليدين والرّجلين حقًّا، لكنّه عجز أن يمسّ قلبًا ينبض بالحياة أبدًا وأن يزعزع إيمانًا سينتصر على الموت لا محالة!