ثقافة ومجتمع
31 كانون الثاني 2017, 13:55

خاصّ- داليا فريفر تحدّت ونجحت.. فماذا بعد؟

ريتا كرم
عرفها العالم إعلاميّة متميّزة شقّت طريقها في هذا المجال منذ العام 2012 يوم حصدت المرتبة الثّانية عن أفضل حوار في مسابقة "الهوا إلك" عبر إذاعة "صوت لبنان". وأطلّت بعدها عبر تيلي لوميار ونورسات بابتسامة لا تفارق ثغرها وسلام معدٍ يزيدها جمالاً داخليًّا وخارجيًّا. هي داليا فريفر الّتي تحدّت الكلّ وأظهرت إرادة قويّة في الحياة وفي التّغلّب على مصاعبها، فحطّمت- وسط الهبوط الإعلاميّ الطّامح إلى تحطيم الأرقام القياسيّة في نسبة المشاهدة- الرّقم القياسيّ في استضافة 91 ضيفًا من مختلف المجالات، على مدى 24 ساعة من البثّ المباشر على الهواء، فدخلت كتاب "غينيس" العالميّ، معيدة بذلك إلى الإعلام رقيّه ورسالته.

 

هي خصّت موقع "نورنيوز" الإخباريّ بشهادة إنسانة جبّارة رفضت أن يُطفَأ طموحها في الحياة مع انطفاء النّور من عينيها وهي لا تزال في الثّامنة عشرة من عمرها، فاختارها ليعرّف القرّاء على "داليا الفتاة المؤمنة الّتي رغم الصّعوبات الّتي صادفتها أثبتت نفسها" فحباها الله "وزنتين: التّرنيم أو الغناء لقضيّة اجتماعيّة وإنسانيّة، والموهبة الإعلاميّة" وهي تطمح من خلالهما أن تطلق "رسالتها الإيمانيّة إلى كلّ النّاس وتزرع الإيجابيّة فيما بينهم بقدر المستطاع"، مقدّمة أيضًا شهادة حيّة في الجامعات والمدارس والرّعايا، ناقلة ظروفها إلى كلّ إنسان برجاء وإيمان كبيرين.

وبالعودة إلى حديث السّاعة، تقول فريفر إنّ الفكرة بدخول "غينيس" وُلدت منذ نحو السّنة، يوم اقترحت خوض هذه المغامرة على أمينة سرّ المجلس الوطنيّ للإعلام الإعلاميّة جاكلين جابر، ليبدأ العمل الجدّيّ لها في الصّيف الماضي بمساعدة فريق إعداد كبير وصولاً إلى التّاريخ المنتظر: 28 ك2/ يناير 2016، تاريخ إطلالتها الماراثونيّة العالميّة عبر تلفزيون لبنان "تلفزيون الوطن"، بمباركة وزير الإعلام ملحم الرّياشيّ. فصوّبت نحو الهدف وأصابته متوّجة إيّاه بتسلّم شهادة الدّخول في "غينيس" مهدية فوزها إلى ذوي الاحتياجات الخاصّة.

هي لم تحطّم فقط الأرقام القياسيّة في البثّ الحيّ، وإنّما أيضًا في نسبة المتابعين الّذين أبدوا تشجيعهم لها وبكثافة عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ. هي الّتي ما كانت تدرك في تلك اللّحظة مدى تفاعل الجمهور معها خارج جدران الاستوديو، فهم رأوا في رسالتها "قضيّة إنسانيّة أكثر منه تحدِّ لكسر الرّقم القياسيّ".

لم تخفِ داليا فخرها بهذا الإنجاز الشّخصيّ وإنّما الوطنيّ أيضًا، فهي رفعت معها اسم لبنان عالميًّا، وتمنّت أن تستمرّ في هذا النّجاح آملة "أن تجد الطرّيق الّتي تبحث عنه وأن تقدّم الأفكار الّتي تحلم بها في برامج تلفزيونيّة".

هي بإصرارها وإرادتها تؤكّد أنّ لا حدود لطموحها ولا لإيمانها. هي رغم كلّ شيء تنظر إلى الحياة بإيجابيّة وفرح، إذ لا تمرّ لحظة إلّا وتشكر الله فيها على نعمه. ربّما هي اليوم خير شاهد على عمل الله في كلّ من عجّت حياته بإعاقات جسديّة أو نفسيّة، إذ "من الممكن أن نخسر أشياء ولكن في المقابل نربح أمورًا كثيرة أخرى. نربح دعم عائلة وأصدقاء ومجتمع، فالإيجابيّات تبقى أضعاف أضعاف السّلبيّات."

في شهادتها هذه تقدّم داليا نضوجًا وعمقًا روحيّين يُشهد لهما. إذ أنّها لا تتكبّر على إرادة الله لا بل من خلال "هذا الصّليب بالّذات سلكتُ طريق القيامة الحقيقيّة ونضجتُ روحيًّا وإيمانيًّا، فيسوع هو أخي وصديقي ورفيقي والمصدر الحقيقيّ للفرح والإيجابيّة الّلذين يراهما النّاس فيّ، هو جوهر حياتي". وعلى هذا الأساس، ترفع داليا الصّوت إلى كلّ "معوّق" بالجسد أو الرّوح وتقول: "الله وضع فيكم مواهب وطاقات ووزنات، فرغم خسارتكم أنتم فعّالون.. تحدّوا مجتمعاتكم والتّقاليد الّتي تربّينا عليها، كونوا على طبيعتكم وخوضوا غمار الحياة فلا بدّ أن تَصِلوا!"

هذه هي باختصار داليا فريفر، إعلاميّة وفنّانة من بلاد الأرز، صاحبة الطّموح الكبير الّذي لا يحدّه مستحيل. هي من أعلنت لـ"نورنيوز" عن تحضيرها لعمل جديد يحطّم رقمًا قياسيًّا آخر من دون الإفصاح عن تفاصيله، هي من نفتخر بها لأنّ زرعت بإيمان وحصدت بفرح وكانت لنا وللكثيرين مصدر إلهام.