ثقافة ومجتمع
27 أيلول 2016, 09:46

خاصّ- حرق النّفايات.. يحرق لبنان

تمارا شقير
يعبق لبنان في الآونة الأخيرة بعطر النّفايات وعبيرها الفوّاح، فيُسكر أريجها كلّ مواطن وينفحه بنسمة هواء ملوّث.

عامٌ مضى على أزمة النّفايات وما زالت الدولة عاجزة عن إيجاد الحلّ المناسب لها، إلا أنّ بعض البلديّات ارتأت أنّ يكون إحراقها المخرج الوحيد لهذه المعضلة.

في ضبيّة مثلاً تُحرق النفايات يوميًّا لتُصبح المنطقة "مدينة الضّباب"، اذ يتصاعد منها دخان رماديّ يخنق المحلّة ويغطّيها. ولا شكّ في أنّ هذا الدّخان يزعج كلّ مارِّ فرائحته الكريهة والسّامة تُسبّب الأمراض والتلوث من جهة وتساهم في ثقب طبقة الأوزون من جهة أخرى، إلا أنّ المسؤولين غير آبهين بمخاطر الحرق.

"تُحرق يوميًّا كميّات هائلة من النفايات، إذ أشعلت النّيران حوالي 30 مرّة وهي بحاجة إلى أكثر من 30 سيارة دفاع مدنيّ لإخمادها، أي ما يوازي 300 ألف لترٍ من المياه"، هذا ما أكّده أحد عناصر الدّفاع المدني في حديث خاصّ مع موقع "نورنيوز" عند زيارتنا مكبّ ضبية، مشيرًا إلى أنّ لا حلّ سوى الحرق حاليًّا: "ما في شي بيتصلّح هلأ.. مصيبة".

لم يتوّقف الدّفاع المدني يومًا عن إخماد الحرائق وإطفاء اللّهيب إلا أنّ النفايات باتت تتحوّل إلى غاز الميثان، أي غاز المستنقعات الذي يفتعل بدوره الحرائق تلقائيًّا: "النفايات لا تُحلّل في الطبيعة، بل تتفاعل وتتحوّل إلى مواد سامة".

من جهة أخرى، لم تقتصر أضرار النفايات على الأمراض فحسب بل ولّدت أيضًا غزو الحشرات الطائرة للمنطقة، كالذباب والبعوض (البرغش)، لتصبح ملكات على عرش كلّ المكبّات مقتحمةً منازل جميع المواطنين أيضًا.

هواء ملوّث، روائح كريهة، حشرات وأمراض، كلّها نتائج أزمة النفايات التي يشهدها لبنان، فبدل إيجاد الحلول المناسبة، ها هي الدولة تغضّ النظر عن الموضوع وها هي البلديات تُحرق النفايات، فإلى متى سيبقى بلدنا بلد المعضلات والأزمات؟