خاصّ- جمعيّة "صوت الطّفل".. صوت كلّ المجتمع
إلى مركز الجمعيّة توجّه فريق "نورنيوز" الإخباريّ، حيث وقفت في استقباله مؤسِّستها السّيّدة نيللي أسعد الشّدياق تشعّ حكمة وضيافة. وفي حديث خاصّ معها أسرنا الزّمان في صفحات تاريخ الجمعيّة منذ تأسيسها في 11/7/2008- بناء على المرسوم رقم 18- لغاية اليوم، وطمأننا أنّ الخير لا يزال ينضح في هذا العالم. خير اختارت الشّدياق أن تنطلق فيه مع الطّفل "ركيزة الوطن والحضارة"، بعد حرب ضروس خضّت المجتمع وخلّفت مشكلات نفسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة... خير حطّ رحاله في قلب كلّ عائلة تعاني، وفَرَد مظلّة الأمان فوق رأس كلّ طفل وشابّ وفتاة يقاسون، مؤمّنًا لهم الدّعم النّفسيّ والمادّيّ والاجتماعيّ والتّربويّ، منتشلاً إيّاهم من اعوجاجات الشّرّ وسبله.
بدأت الشّدياق عملها في الجمعيّة استكمالاً لعملها في المجال الإنسانيّ، بخاصّة أنّها كانت عضوًا ناشطًا في الصّليب الأحمر اللّبنانيّ- فرع فرن الشّبّاك- قبل أن تستلم رئاسته. فحلّت الجمعيّة لتكون امتدادًا لرسالتها ولـ"صوت الطّفل" في آنٍ واحد.
أمّا غايتها فهي توعية الأمّهات عن طريق إصدار نشرات دوريّة وتنظيم زيارات منزليّة لهنّ ومحاضرات تضيء على أساليب التّربية الصّحيحة، التّنسيق مع المؤسّسات والجمعيّات الّتي تُعنى بشؤون الطّفل وقضاياه وحقوقه، الاهتمام بكلّ ما يهمّه أو يحتاج إليه من تشريعات وقوانين ومراقبة تطبيق المواد الخاصّة بالأحداث، تنظيم حفلات ومعارض خاصّة بالأطفال من أجل تنمية المواهب وتوجيههم نحو العلم والفنّ والمطالعة، معالجة مشاكل الطّفل في المنزل والمدرسة والمجتمع، التّعاون مع الأسرة وتقديم المساعدات على أنواعها بالتّنسيق مع الجهات المختصّة، تأسيس حضانة والتّنسيق مع مراكز تجمّع الأطفال والتّعاون مع البلديّات لتأهيل الحدائق.
تمويلها ليس إلّا ذاتيًّا، فهي تعتمد على النّشاطات الّتي تقوم بها في الأعياد والمناسبات بالتّعاون مع الإدارات العامّة. وكما تفتح جمعيّة "صوت الطّفل" الباب لتلقّي التبّرّعات من أصحاب الأيادي البيضاء والمقتدرين بدون اللّجوء بتاتًا إلى أعمال الجباية باسم الجمعيّة، وتتمنّى الشّدياق عدم الوقوع في فخّ كلّ من يطرق الأبواب لجمع الأموال لجمعيّة "صوت الطّفل".
"الحجرة بتسند خابية" تقول الشّدياق، وتزرع بسمة وتعطي أملاً لكلّ فرد أو عائلة تختار الجمعيّة انتشالها من بؤسها. تستقبل "صوت الطّفل" حالات كثيرة ومتنوّعة من مختلف المناطق اللّبنانيّة، وهي تقرع بابها بالتّعاون مع وزارة الشّؤون الاجتماعيّة وتأخذها على عاتقها، مواجهة كلّ العقبات المحتملة، متخطّية إيّاها بثبات وجرأة وإيمان كبير أنّ يد الله حاضرة معها دائمًا.
تتابع جمعيّة "صوت الطّفل" اليوم مسيرتها بهمّة مؤسّستها الّتي تعمل "بتناغم شخصيّ وسرور ذاتيّ"، موفّرة فرص العمل لعاطلين عن العمل، مشبعة حاجات المعوزين والجائعين، حاضنة أطفال الشّوارع، حاملة ثقل الأقساط المدرسيّة مع الأسرة الفقيرة، مدمجة مهنيًّا وتربويًّا واجتماعيًّا ذوي الاحتياجات الخاصّة... وهي اليوم تطلق، عبر موقع "نورنيوز"، الصّوت لتفعيل "خطّ ساخن" في كلّ منطقة عن طريق البلديّات والشّرطة من أجل حماية الطّفل والمرأة والأسرة وتوجيههم إلى الجمعيّات المختصّة، وتعد أن تبقى كما يقول شعارها: "دايمًا على السّمع".