خاصّ - تضرّعت ليسوع ومار شربل.. فصرخت "عم بسمع!"
هي ريتا زيدان التي كانت لسنوات تغيب عن الوعي وتقول "أنا عم موت!"، إلّا أنّ يسوع المسيح مرفَقًا بمار شربل ظهر عليها في الحلم وقال لها: "رح تعيشي قدّ مار شربل!"
ومنذ ذلك الحين، اختارت ريتا مار شربل شفيعًا لها تلجأ إليه باستمرار، شفيع لم يخيّبها أبدًا لا بل أغدق بالنّعم على حياتها.
فبالتّفاصيل التي روتها ريتا لموقع "نورنيوز"؛ إنّ أذنها اليمنى كانت تفرز قيْحًا (إفرازات سائل لزج مصفرّ) بشكل دائم وتَفقد السّمع تدريجيًّا، لذا نصحها الأطبّاء بالخضوع إلى عمليّة جراحيّة.
استمرّت العمليّة طويلًا بعد أن تبيّن خلالها تفتُّت بعض عظام الرّأس، ما اضطرّ الطّبيب إلى وضع قطعة من الحديد "بروتاز" (prothèse) داخل أذنها ليتحسّن السّمع.
بعد فترة، أحسّت ريتا بدوخة أبعدتها عن الصّلاة، ما أحزنها ودفعها إلى الطّلب من يسوع المسيح مسامحتها: "ما تزعل منّي يا يسوع، أنا ما عم صلّي لأنّي موجوعة كتير".
في اللّيلة نفسها، حلمت ريتا مار شربل يباركها ويطمئنها: "أنا ويسوع منحبّك كتير ونحنا مش زعلانين منّك، بدنا قلبك ما يتغيّر!"
مرّت الأيّام والأذن المريضة تتأزّم حالتها، إلى أن فقدت ريتا السّمع بشكل كامل بعد شلل أحاديّ الجانب سبّبته الولادة.
وتبيّن لاحقًا أنّ عصب الأذن قد مات من الجهة اليمنى، ما يمنعها وضع سمّاعة أذن حتّى، وهذا ما يعني فقدان السّمع تمامًا من جهة اليمين.
التّراجع في حالة ريتا الصّحّيّة أحزنها كثيرًا إذ راحت تُسائل مار شربل بعتب كبير: "وينك؟ إنت قلتلّي إنّك معي ومش زعلان منّي"، لكن سرعان ما تسلّحت بالإيمان متأكّدة أنّ مار شربل سيخلّصها.
لبست ريتا ثوب القدّيس، أكلت ترابًا من قبره، وضعت زيتًا وماء مقدّسين في أذنها، صلّت تساعيّته وقالت له: "إنت رح تصحّحني، أنا واثقة فيك، أنا بدّي إشفى على إيديك!"
بعدها، باتت بوادر التّحسّن تظهر تباعًا؛ إذ توضّحت غشاوة الأذن اليمنى تدريجيًّا، التّخطيط الطّبّيّ أظهر أنّ الـ"بروتاز" اختفت تمامًا من الأذن، لتكمن المفاجأة الكبرى في تمييز ريتا الأصوات - ولو وشوشات خفيفة - التي كانت تصدر من جهة الأذن المصابة، فصرخت ريتا والدّموع تسيل من عينيها: "عم بسمع! عم بسمع!"
تعجّب الطّبيب لما حصل مؤكّدًا أنّ الطّبّ يعجز عن تفسير الشّفاء، أمّا ريتا فكان إيمانها قويًّا جدًّا لأنّها أدركت أنّ مار شربل استجاب لدعاءاتها لا بل كانت شفاعته سخيّة جدًّا.
أمام شهادة كهذه، نقف برجاء، نحن الخطأة، طالبين منك يا ربّ أن تقوّي إيماننا وتفيض علينا نعمة التماس شفاعة القدّيسين، فتصغي آذاننا إلى كلام الرّبّ وتتأمّل عيوننا جمال عظمته، فلا تكون الخطايا والذّلّات والمغريات الدّنيويّة غشاء يحجب السّمع والنّظر والصّلاة.