ثقافة ومجتمع
17 حزيران 2017, 07:00

خاصّ- بين القضاء والكنيسة.. الإجهاض جريمة؟

تمارا شقير
يُعرّف الإجهاض بالفعل الّذي من شأنه إنهاء حالة الحمل من خلال قتل الجنين في رحم والدته أو إخراجه عمدًا من الرّحم قبل حلول موعد الولادة الطّبيعيّ.

 

قتل الجنين يعني القضاء على حياته، أي التّعدّي على نموّه وحرمانه من حقّه في العيش، لذا يعتبر الإجهاض جريمة بحسب القانون اللّبنانيّ وبحسب الكنيسة. ولكن لكّل منهما موقفه الخاصّ تجاه هذه المسألة، فكيف يعاقب القانون مرتكبيها؟ وكيف تنظر إليها الكنيسة؟

لا شكّ في أنّ القضاء يعتبر الإجهاض جريمة مروّعة، فتنصّ المادة 541 من قانون العقوبات على أنّ كلّ امرأة أقدمت على ارتكاب أفعال من شأنها قتل الجنين تكون قد ارتكبت جريمة الإجهاض وتُعاقب بالسّجن من سنة إلى ثلاث سنوات، سواء أقدمت على ارتكابها من تلقاء نفسها أو بناءً على تحريض من قبل شخص آخر. إلّا أنّه من جهة أخرى، يلجأ القضاء إلى تخفيض العقوبة في حالة المحافظة على الشّرف، فبحسب المادة 545، المرأة الّتي ترتكب جريمة الإجهاض للمحافظة على شرفها، أي إن كان الحمل نتيجة علاقة غير شرعيّة أو اغتصاب أو تلقيح اصطناعيّ أجري عليها من دون رضاها، تستفيد من عذر مخفّف للعقوبة.

ويسمح القانون بإجراء عمليّة الإجهاض في حالة واحدة فقط، وذلك إن كان الحمل يُشكّل خطرًا على حياة الأم، فبحسب المادة 229 من قانون العقوبات "لا يُعاقب الفاعل على فعل ألجأته الضرورة إلى أن يدفع به عن نفسه أو عن غيره أو عن ملكه أو ملك غيره خطرًا جسيمًا محدقًا لم يتسبّب هو فيه قصدًا شرط أن يكون الفعل متناسبًا والخطر".

يرفض القانون الإجهاض، يُخفّف من عقوبته وقد يسمح به، ولكن ما هو موقف الكنيسة من مسألة الإجهاض؟ وهل يتوافق رأيها مع رأي القضاء؟

إنطلاقًا من هنا، ولمعرفة رأي الكنيسة، كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديثًا خاصًّا مع الأب ميشال عبّود الكرمليّ الّذي أكّد أنّ الإجهاض يتعارض بوجه خطير مع الشّريعة الأخلاقيّة، لافتًا إلى أنّه لا يُمكن تعويض الأذى الّذي يسبّبه مرتكب الجريمة والكنيسة تُعاقبه بالحِرَم القانونيّة.

لا تسمح الكنيسة بقتل الجنين أيًّا كانت ظروف الحمل، فالإجهاض بالنسبة لها هو قتل متعمّد لإنسان بريء، حتّى أنّها تُحرّمه في حالة الإغتصاب أو إن كان الحمل يُشكّل خطرًا على حياة الجنين والأم. وفي هذه الحالة، وبحسب الأب عبّود، تترك الكنيسة الكلمة الأخيرة للضمير الطّبّيّ علمًا أنّ القتل هنا لا يكون عن سابق إصرار وتصميم.

ومن مخاوف البابا فرنسيس التي عبّر عنها في أحد لقاءاته "يُخشى على الكائن البشريّ من أن يُحوَّل إلى مجموعة قطع ميكانيكيّة ويُعامل كنتاج استهلاك، بحيث عندما لا يكون للحياة أي فائدة في الأشغال، يتم إلغاءها بكلّ بساطة كما يحصل عند المرضى والأشخاص المسنّين المتروكين والمُهملين أو الأطفال الّذين يُقتلون قبل أن يولدوا"، لذا يبقى الإجهاض خطيئة ولا يحقّ لأي كان قتل روح لم تُبصر النّور بعد، روح أرادها الله أن تدخل الحياة البشريّة.