ثقافة ومجتمع
03 نيسان 2017, 13:00

خاصّ- "بيت الضّيافة".. رسالة أبوين

تمارا شقير
لعلّ أبرز ما يميّزه، إلى جانب الخدمات الّتي يُقدّمها للفقراء، هي قصّة تأسيسه.. قصّة لا تُشبه قصص تأسيس سائر الجمعيّات والمنظّمات غير الحكوميّة في لبنان.. هو "بيت الضّيافة" في جونية الّذي أطلع مؤسّسه الأب أنطوان عطالله موقع "نورنيوز" على تاريخ تأسيسه ونشاطاته.

 

إبّان الحرب اللّبنانيّة تهجّر المواطنون من بلداتهم وقراهم خصوصًا من الشّوف، فباتوا مشرّدين يبحثون عن سقف يأويهم. وكان الأب عطالله يشغل منصب المدير الماليّ في جامعة الرّوح القدس الكسليك حيث كان الفقراء يجتمعون منتظرين تلقّي المساعدات الغذائيّة.

عمل الأب عطالله جاهدًا على إيواء هؤلاء المشرّدين بالتّعاون مع أديار الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الّتي استقبلتهم واهتمّت بهم بكلّ محبّة وسخاء مخفّفة عنهم وطأة المصائب الّتي ألمّت بهم وأفقدتهم المعنى الحقيقيّ للحياة.

وحين كان يُفكّر جدّيًّا بإيجاد مركز يلتقي به المهجّرون، زاره في مكتبه في مدرسة المركزيّة- جونية الّتي ترأس مجلس إدارتها بعدما انصرف عن منصبه في الجامعة، أستاذ من قِبل رجل الأعمال كلود أسود كان يرغب بتأسيس جمعيّة خيريّة في مدينة جونية لتكون ذكرًا خالدًا لابنته جومانا، الّتي قتلها ابن حارس المبنى بعدما حاول التّحرّش بها. وهكذا، فور حصول الأب عطالله على الموافقة الخطّيّة من الأب العامّ الأباتي باسيل الهاشم، أبصر "بيت الضّيافة" النّور.

دُشّنت المؤسسة في 10 كانون الأوّل/ ديسمبر 1988، وأنشأت مطعمًا مجّانيًّا للمحتاجين قدّم لهم حينها ثلاث وجبات غداء أسبوعيًّا، أيّام الأربعاء والخميس والسّبت. في حين تحوّلت خدمته اليوم إلى أيّام الثّلاثاء والخميس والسّبت.

يُذكر أنّ البيت يفتح أبوابه دائمًا أمام الفقراء ويؤمّن قدر المستطاع طلباتهم وحاجاتهم، إنطلاقًا من تعاليم الرّبّ يسوع، هو القائل: "لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ" (متّى 25/35- 36).

إلى جانب هذه الخدمات، تعمل مجموعة من الشّبّان والشّابّات على تأمين الطّعام للمسنّين في منازلهم، محقّقة بذلك هدف الجمعيّة الأساسيّ، مساعدة المحتاج على مختلف الأصعدة.

هكذا، في أكثر اللّحظات فقرًا ووجعًا خلال الحرب اللّبنانيّة، وفي أكثرها حزنًا، شاء الله أن يجتمع أب كاهن يبحث عن مركز لإيواء المشرّدين وأب فقد ابنته، ليوحّدا رسالتيهما في مشروع إنسانيّ واحد، عاملين بكلام الرّبّ وزارعين السّلام في قلوب المحتاجين.