دينيّة
02 كانون الثاني 2022, 08:00

خاصّ– بو عسّاف: لننمو مع يسوع ولنسعى إلى قداستنا والكمال الإنسانيّ

غلوريا بو خليل
تُنهي الكنيسة المارونيّة هذا الأحد زمن الميلاد المجيد تزامنًا مع وجود الرّبّ في الهيكل. ونحن مدعوّون اليوم لننمو مع الطّفل الرّبّ، وعلى مثاله، بالحكمة والقامة والنّعمة. ومن هنا كان لنا حديث روحيّ مع خادم رعيّة مار يوسف شحتول الخوري طوني بو عسّاف الذي استعرض لنا مراحل حياة الطّفل الرّبّ وشخصيّته انطلاقًا من إنجيل القدّيس لوقا (31/2 - 52).

"في أحد وجود الرّبّ في الهيكل تستوقفنا شخصيّة يسوع من خلال لوحات ثلاث: يسوع وعيد الفصح، يسوع والهيكل ويسوع مثال الإنسان الكامل." بهذه الكلمات استهلّ الخوري بو عسّاف حديثه لموقعنا.

وتابع قائلًا: "نجد في اللّوحة الأولى يسوع يشارك مع أبويه في عيد الفصح في أورشليم حيث يحتفل اليهود بذلك العيد ويذبحون الخراف فيتذكّرون الخروج من مصر على يد موسى والخلاص الذي منحهم إيّاه الله. وكان يسوع من عداد الذين صعدوا ليحتفل بالعيد وليقرّب القربان ولينضمّ إلى شعب الله الذي يستذكر عبوره من أرض العبوديّة إلى أرض الميعاد وليشكر الله على نعمة الخلاص وليعلن ارتباطه الوثيق به. فبعد عبور يسوع من عند الآب إلى أرضنا من خلال تجسّده من مريم العذراء ها هو يستعدّ للعبور من مرحلة الطّفولة إلى مرحلة الشّباب وللمشاركة في حياة شعب الله. وفي صعوده يوم عيد الفصح مع يوسف ومريم يستبق صعوده إلى أورشليم ليصبح هو الحمل الفصحيّ الذي يرفع خطيئة العالم ويمنح النّاس الخلاص بدلًا من الذّبيحة الحيوانيّة.

وفي اللّوحة الثّانية ندخل إلى داخل هيكل أورشليم وإلى الحوار بين يسوع والعلماء. يجسّد الهيكل مكان حضور الله وسكناه بين شعبه. فالله لم يعد بعيدًا بل أضحى الـ"عمانوئيل" السّاكن في وسط شعبه وهو إلههم وهم شعبه. وفي الهيكل يوجد تابوت العهد وفيه لوحي الوصايا أيّ شريعة الله المكتوبة وجرّة المنّ التي تذكّر بأنّ الله لا يترك شعبه، وعصا هارون التي أفرخت والتي ترمز إلى هارون الذي اختاره الله للخدمة الكهنوتيّة في الهيكل.

ونتعرّف في اللّوحة الثّالثة على يسوع الإنسان الكامل والإله الكامل. عاش يسوع كباقي الأطفال وعند بلوغه سنّ الثّانية عشرة صار مسؤولًا أمام الشّريعة وشارك العلماء وسمعهم وسألهم فكانوا كلّهم "منذهلين من ذكائه وأجوبته". ويظهر يسوع في علاقة وثيقة مع أبيه السّماويّ مطيعًا له في كلّ شيء وهو الذي جاء ليعمل مشيئة أبيه الذي في السّماوات."

وإختتم الخوري بو عسّاف حديثه بكلمة توجيهيّة، فقال: "ففي هذا الأحد تدعونا كلمة الله من خلال هذا الحدث أن نعيش في حياتنا موت المسيح وقيامته من خلال فهمنا العميق لسرّ الفصح في حياتنا اليوميّة من خلال عبورنا الدّائم من إنساننا القديم إلى الإنسان الجديد بربّنا يسوع المسيح، ومن خلال مواظبتنا على الالتزام بلقاء الجماعة المصلّية التي تعبد الله بالرّوح والحقّ من خلال العلاقة بالآب وبابنه يسوع في الرّوح القدس. وكما كان يسوع ينمو بالحكمة والقامة والنّعمة نحن أيضًا علينا أن نسعى لننمو مع يسوع وأن نسعى إلى قداستنا والكمال الإنسانيّ فتصير أخلاقنا كأخلاقه، ونستوحي ردّات فعلنا من تصرّفه وتتأنّى أفكارنا وتهدأ من خلال تأمّلنا بفكره ونهجه."