دينيّة
22 نيسان 2018, 07:00

خاصّ- بكلمة منه قلب كلّ المقاييس

غلوريا بو خليل
"في الأحد الرّابع بعد القيامة المجيدة تدعونا الكنيسة لنتأمّل بظهور الرّبّ يسوع القائم من بين الأموات لتلاميذه على بحيرة طبريّة، فتذكرنا بالصّيد العجيب الّذي تمّ بقوّة كلمة يسوع الحيّ". بهذه الكلمات يضعنا خادم رعيّة جلّ الدّيب– بقنّايا الخوري فالنتينو الغول أمام مشهديّة إنجيل يوحنّا (21/1-14) مركّزًا على جوهريّة الرّموز الّتي استعملها يسوع فنكتشف الحقائق ونفهم أبعادها في حياتنا.

 

في البداية، أوضح الخوري فالنتينو الغول لموقع "نورنيوز" الإخباريّ شارحًا، "في إنجيل اليوم البحر هو العالم، السّفينة هي الكنيسة، الشِّباك هي الإنجيل، الصّيّادون هُم الرّسل، قبطان السّفينة هو المسيح، الأسماك هُم البشر، العدد هو الشّعوب، الصّيد الفاشل هو نتيجة العمل المُستغني عن توجيه المسيح وإرادة الله، الجمر والسّمك والخبز على البَرّ هي عطيّة المسيح الصّيّاد الأوّل والأساسيّ، وفيها رمز إلى المسيح السّمكة الّتي كُويت بنار الذّبيحة وأصبحت طعامًا للبشر، وإلى المسيح الخبز النّازل من السّماء والمُعطي الحياة لجميع النّاس".

وعن قول بطرس "نا ذاهب أصطاد سمكًا"يقول الخوري فالنتينو الغول "لقد عاد بطرس إلى صيد السّمك، عاد إلى حياته ومهنته السّابقة بسبب الفشل واليأس الذي أصابه حين اعتبر أنّ كلّ شيء قد انتهى بموت يسوع على الصّليب، لقد انتهت وتبخّرت كلّ الأحلام. ونحن اليوم، هل نرجع إلى حياة الإنسان القديم حياة الظلمة والخطيئة والفراغ واللّامعنى بمجرّد أنّ الرّبّ لم يحقّق لنا أحلامنا الشّخصيّة كما نريدها نحن لا كما يريدها هو؟"

ولكن يعود الخوري الغول ليضيء على دور يسوع الّذي "قلب كلّ المقاييس والحسابات"، من خلال أعجوبة الصّيد الوفير. "فبعد انقضاء اللّيل وعند طلوع الفجر ووقوف يسوع  الحيّ القائم على الشّاطىء، كانت أعجوبة الصّيد الوفير الّتي أظهرت معنى حقيقة كلام الرّبّ "بدوني لا يمكنكم أن تعملوا شيئًا" (يو 15/5)، والّذي يؤكّده الطّوباويّ أبونا يعقوب بقوله: "بدون يسوع ستبقى حياتنا فارعة باردة وحزينة". هذه دعوة لنجدّد إيماننا وثقتنا به "ثقوا لا تخافوا أنا معكم.. أنا غلبت العالم"، هو السّائر على شواطىء حياتنا اليوميّة"، يضيف خادم رعيّة جلّ الدّيب- بقنّايا.

"هي دعوة الرّبّ لتلاميذه ولنا كي نسير مع "الصّيّاد الأوّل والأساسيّ يسوع المسيح"، ونعيش فضيلة التّواضع في عالم المظاهر والكبرياء في عالم يُؤلّه فيه الإنسان نفسه"، يتابع الخوري الغول معزّزًا كلامه بكلام القدّيس بولس "أنا غرست وأبلُّس سقى، ولكنّ الله هو الذي أنمى" (1قور 3 : 6)"، متسائلاً: "هل أستطيع أن أقول مع يوحنّا المعمدان ما قاله عن يسوع: عليه أن ينمو وعليّ أن أنقص أم العكس؟ هل أعيد مصدر كلّ نجاح في حياتي الشّخصيّة، العائليّة، المهنيّة، المسيحيّة، إلى مصدره الأساسيّ، إلى الينبوع، إلى يسوع المسيح مصدر كلّ المواهب والنِّعم مردّدًا مع القدّيس بولس "أستطيع كلّ شيء بالمسيح الّذي يقوّيني"؟".

وانطلاقًا من هذا الإنجيل، يؤكّد خادم رعيّة جلّ الدّيب– بقنّايا أنّه "يسوع نفسه الّذي يظهر لنا نحن تلاميذه اليوم مع كلّ غروب وشروق شمس جديدة ليذكّرنا بدعوتنا الأساسيّة بأن نكون صيّادي بشر، نصطاد النّاس مع المسيح بقوّة الرّوح القدس ونقودهم إلى الخلاص"، واضعًا إيّانا أمام مسؤوليّتنا متسائلين "هل نصطاد النّاس بكلامنا وأعمالنا وتصرّفاتنا ونقودهم إلى الحياة أم إلى الموت؟ إلى طريق النّور أم طريق الظّلمة؟ إلى طريق الخير أم طريق الشّرّ؟ هل أصطادُ الآخر إلى يسوع الطّريق والحقّ والحياة؟".

وختم الخوري فالنتينو الغول تأمّله بصلاة يردّدها كلّ منّا معه في هذا الصّباح المبارك: "أشكرك ربّي على اختيارك لي رغم كلّ ضعفي لأكون شريكك في اصطياد النّاس إلى الخلاص، أعطني القوّة والجرأة والشّجاعة كي أواصل عمليّة الصّيد رغم كلّ التّعب والفشل والتّجارب والعواصف والتّحديّات فأصل معك إلى ميناء الخلاص وأعيش فرح القيامة الدّائمة في الملكوت آمين!".