خاصّ - بشارة العذراء والفرح الإلهيّ
إستهلّ الخوري سليمان حديثه قائلًا: "أمام بشارة العذراء قد ابتدأ عهد جديد بين السّماء والأرض، فبعد سقطة آدم وحوّاء، وعد ربّنا البشريّة بمخلّص يعيد اللّحمة بين الأرض والسّماء؛ فبسبب خطيئة حوّاء صار الموت إلى العالم، وبطاعة العذراء صار الخلاص للعالم."
وأردف: "وإذا تعمّقنا بإنجيل بشارة زكريّا الذي شكّ ببشارة الملاك ففقد النّطق طوال فترة حبل إليصابات بيوحنّا المعمدان، وبحوار مريم مع الملاك الذي حمل سلام السّماء لأطهر النّساء قائلًا لها "إفرحي، أيّتها الممتلئة نعمة، الرّبّ معك"، فاضطربت من البشارة والحبل بدون زواج ولكنّها أعلنت "أنا أمة الرّبّ، فليكن لي بحسب قولك"، فصنع بها العظائم وطوّبتها جميع الأجيال، نتعلّم الطّاعة لله والسّير بحسب تعاليمه ووصاياه. عندها، نغدو خدّامًا لكلمته حاملين المخلّص في قلوبنا بالقربان كما حملته مريم في أحشائها، فينموا الإيمان في قلوبنا والمحبّة في علاقاتنا ببعضنا البعض لتصبح قلوبنا المغارة الحقيقيّة التي سيولد فيها المخلّص، فنردّد ما قالته "أنا أمة الرّبّ، فليكن لي بحسب قولك"، ونحمل بشرى الخلاص لكلّ إنسان لم يلتقِ بعد بالرّبّ."
وفي ختام حديثه، شدّد الخوري سليمان على "رمزيّة مريم المرأة المصلّية وأوّل بيت قربان، هي التي حملت يسوع في أحشائها مثال للخدمة والتّأمل والصّلاة. إنّها مثال وقدوة لكلّ أمّ في التّواضع والخدمة والمحبّة وهي أمّنا وأمّ العالم أجمع."