ثقافة ومجتمع
29 آب 2016, 16:05

خاصّ- النفايات.. زينة الطرقات

تمارا شقير
مضى عامٌ تقريبًا على أزمة النفايات، والدولة عاجزة عن حلّها وباتت خريطة لبنان مرصّعة بالنفايات كالعقد المرصّع بالألماس، فأكوام النفايات تُزيّن طرقات وطننا.

 

في كسروان مثلًا، تستقبلك النفايات من جعيتا مرورًا بسهيلة وبلونة وعجلتون وريفون وعشقوت ففيطرون وميروبا وصولاً الى حراجل وفاريا، ورائحة عبيرها تنفح كلّ مارٍّ، من دون أن ننسى طبعًا التلوّث والفيروسات الناتجة عنها.

تعمل بعض البلديّات بحسب قولها على جمع النفايات، إلا أنّ البراميل المكدّسة على الطرقات تُظهر العكس، فما من منطقة كسروانيّة تخلو منها.  وفي جولة قام بها موقع "نورنيوز" في منطقة كسروان، تبيّن  أنّه في بلونة، ما زال السكان ينتظرون البلديّة لكي تبدأ بجمع النفايات. أما في منطقة  القليعات، وبحسب أحد المقيمين هناك، فالـ"البلدية تجمع النفايات مرّة كلّ 10 أيّام لترميها في مكبّ يقع على أرض البطريركيّة المجاورة للمنازل".  

أما في فيطرون، فتجمع شاحنة البلديّة بواسطة عمّال أجانب النفايات يوميًا لتطمرها في مكبّ خاصّ: "منرمي الزبالة كل يوم بالجبل عالساتيليتي- Satellity ". والأمر عينه في عشقوت، اذ تتولى البلديّة مهمّة شركة سوكلين وترمي النفايات، فيؤكد أحد سكان المنطقة أنّ المكبّ يقع باتجاه الوادي، والنفايات إما تُطمر أو تُحرق.

وميروبا بدورها، بعد أن كانت البلديّة ترمي النفايات في الوادي وتحرقها، تقف اليوم عاجزة أمام هذه الأزمة إلى جانب بلديات المناطق المجاورة، فمناطق أعالي كسروان تحتوي على ينابيع مياه معدنيّة طبيعيّة وبالتالي يتعذّر ايجاد أماكن لرمي النفايات خوفًا من تلوّث المياه.

تعمل البلديات قدر المستطاع، وبحسب امكاناتها، على حلّ مشكلة النفايات المبعثرة على الطرقات. ولكن، هل تدرك هذه البلديات أنّها، من خلال طمر النفايات وحرقها، تتسبّب بخلق مشكلة بيئيّة جديدة تزيد من التلوث والأمراض؟