ثقافة ومجتمع
21 تموز 2016, 15:00

خاصّ- المطران شكرالله الحجّ: "فلسفة العمل في السجن بسيطة"

تمارا شقير
عقد ظهر اليوم مؤتمر صحافي حول "دور المرشديّة العامة للسجون- نشاطاتها وصعوباتها" في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من المطران بولس مطر وبمشاركة المطران شكرالله نبيل الحجّ ومرشد السجون في لبنان الأب جوزف العنداري ورئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم والمحامي يوسف دويهي والسجين السابق جاسم الأحمد. وحضر المؤتمر أعضاء من لجنة العدالة والسلام ومن مرشدية السجون، ولفيف من الكهنة والفاعليات الإجتماعية وحشد من الوسائل الإعلاميّة.

 

افتتح المؤتمر الأب أبو كسم وشكر لجنة العدالة والسلام ومرشديّة السجون على عملهما المتواصل مؤكدًا أنّهما يتمما وصية يسوع المسيح. كما شكر أيضًا المطران شكرالله الحجّ على حضوره وعلى أعمال الرحمة التي يقوم بها لافتًا الى أنّه "رسول رحمة ويمثّل وجه الكنيسة الرحوم".

من جهة أخرى، طلب الأب أبو كسم مساعدة المسؤولين مرشديّة السجون وأشار الى أنّ الكنيسة تعمل بصمت لمساعدة السجناء وأنّها تتخذ في بعض الأحيان دور الدولة: فـ"السجون في لبنان لا تقدّم إلا السيء للسجين بينما في البلاد الأخرى هي مدارس تعمل على مساعدته".

من ثم ألقى المطران شكر الله كلمة أكدّ فيها أنّ فلسفة العمل في السجن بسيطة جدًا وتنطلق من محبّة الله المجانيّة، والعمل مع السجناء ومحبّتهم هما قمة المجانيّة في الحبّ. وقال إنّ العمل مع السجين يُلّخص أعمال الرحمة الستة، فـ"عندما نساعد السجين، نكون نساعد في آن واحد الجائع والعطشان والعريان والمريض والغريب" مشيرًا الى أنّه "من خلال العمل مع السجين نقبل أن نحبّ بصمت، نقبل أن نحبّ من لا يُحبّ أو من حكم عليه". وأردف شكرالله أنّ "محبّة السجين وخدمته يشبّهان منفّذهما بيسوع المسيح".

وتمثّل المطران شكرالله بالبابا فرنسيس الذي قال لكلّ سجين إنّ "باب الزنزانة هو باب الرحمة،  وإنّ الرحمة وحنان الله هما من سيحرراه". وأضاف شكرالله أنّ "كل شخص خارج السجن لا يؤمن برحمة الله وحنانه هو السجين الحقيقي".

ختم شكرالله شاكرًا الدولة لسماحها بدخول الكنيسة الى السجن من أجل مساعدة المساجين، وأمل أن تتغير نظرة الجميع تجاه المساجين والسجون.

بدوره مرشد السجون في لبنان الأب جوزف العنداري شرح وضع السجون في لبنان المأساوي، فالإكتظاظ فيها كبير ويشكلّ السوريون نسبة 30% من المساجين، أما الأجانب فـ11% والـ59% الباقون هم لبنانيون. وأضاف قائلًا إنّ "السجن في لبنان هو مؤسسة عقابية، ولا رعاية للسجين بعد خروجه منه". وذكر العنداري أنّ هدف المرشدية هو العمل مع السجناء من أجل الرحمة والتوبة معتبرًا أنّ السجون هي بمثابة رعيّة والمرشدية بمثابة كنيسة.

من جهة أخرى، عرض الأب العنداري المشاكل التي تعاني منها السجون اللبنانيّة وطالب الدولة ببناء أخرى تستوعب عدد المساجين الهائل وتستوفي أدنى الشروط العالميّة لسلامتهم.

أما المحامي يوسف دويهي فتناول الواقع القانوني للسجون في لبنان، وعرض بعض الحلول وقال إنّه لتحسين الوضع "يجب بناء سجون جديدة أو تأهيل أماكن تابعة للدولة وتخفيض مدة التوقيف الإحتياطي، ووضع سقف لعقوبة المؤبد وتعديل قانون العقوبات اللبناني لجهة العقوبة البديلة، والإسراع في تنفيذ الأحكام وسرعة البث في المحاكمات، والغاء عقوبة الإعدام والإسراع في الإبلاغ عن مواعيد الجلسات، ووضع قانون جديد للسجون يراعي الإعتبارات الإنسانيّة والقانونيّة والصحيّة". وختم دويهي مطالبًا بسياسة تشريعية وقضائية وادارية ومالية لمعالجة واقع السجون.

بعدها أدلى السجين السابق جاسم الأحمد بشهادة حياة نقل فيها الوضع المأساوي الذي عاشه مدّة 22 عامًا في سجن رومية، وأكدّ أنّ "المعاملة أسوأ من سيئة. كنا عايشين مع الصراصير والخبز كان يجينا لونه أخضر والماي لونها بني".

ختم المؤتمر الأب أبو كسم طالبًا تعاون المسؤولين مع المرشدية لتحسين وضع السجون في لبنان وانشاء جمعيات لمتابعة السجناء بعد إطلاق سراحهم.