دينيّة
02 أيلول 2017, 13:00

خاصّ- القدّيسون شربل ورفقا وفيرونيكا اتّحدوا.. فأبصرت فيرونكا النّور

تمارا شقير
محظوظٌ هو المريض الموجوع الّذي ينال بركة قدّيس ترك بصماته العجائبيّة على حياته، والمحظوظ الأكبر هو الّذي يتّحد من أجل شفائه القدّيسون فيغمرونه بالعطف والحنان ويفتحون له صفحة جديدة في كتاب الحياة.

 

هي فيرونكا سركيس عكّاري، ابنة الخمسة أشهر الّتي أراد الرّبّ أن يجتمع من أجل شفائها القدّيسون شربل ورفقا وفيرونيكا، لينقذوها من تشوّه داخليّ قبل ولادتها وبعدها.

تُخبر ريتا عكّاري، والدة فيرونيكا، في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ أنّها علمت خلال حملها بشهرها السّادس أنّ الجنين يعاني من تشوّه داخليّ، فكانت الأمعاء والكبد والمعدة متمركزين داخل القفض الصّدري في الجهة اليسرى، والقلب منحدر نحو اليمين، وإحدى الرجلين ملتفة نحو الدّاخل.

فور معرفتها بحالة الجنين، بدأت عكّاري بالصّلاة والتّضرّع للقدّيسين شربل ورفقا وفيرونيكا، طالبةً منهم أن يشفعوا لها عند الله، فينعموا على ابنتها بالشّفاء عسى أن تلدها بخير وسلامة.

طلب الطّبيب المعالج من عكّاري إجهاض الجنين، إلّا أنّها رفضت ذلك وأصرّت على إبقائه على الرّغم من إدراكها الصّعاب الّتي ستواجهه في حياته كالصّعوبة في التّنفس وتناول الطّعام، والإلتواء في الظّهر.

في إحدى اللّيالي زارت عكّاري ضريح القدّيسة رفقا في دير مار يوسف- جربتا، فشعرت حينها بيد تخنقها وتقطع عنها النّفس وبثلاث أيادٍ تضغط على بطنها بقوّة، وسمعت راهبة تقول: "وين إجرا، وين إجرا؟".

إيمان ريتا كشف لها أنّ هذه الرّاهبة ليست إلّا القدّيسة رفقا، والأيادي الثّلاث هي أيادي القدّيسين شربل ورفقا وفيرونيكا.

استجاب القدّيسون لنداء عكّاري، فأجرت في شهرها الثّامن صورة بالرّنين المغنطيسيّ (IRM) أظهرت أنّ رجل الجنين استعادت قوامها ونموّه طبيعيّ.

أبصرت فيرونيكا النّور، وخضعت لعمليّة جراحيّة خطرة لإعادة الأمعاء والكبد والمعدة إلى موضعها الطبيعي في الجسم. تكلّلت العمليّة بالنّجاح لكنّها بيّنت غياب الرّئة اليسرى وشبه وجود للرّئة اليمنى.

لم تتوقف عكّاري يومًا عن الصّلاة والتّضرّع للقدّيسين، وبإيمانها القوّي بشفاعة القدّيسين الثّلاثة ناولت ابنتها ترابًا من على قبر القدّيسة رفقا قائلة لها: "ما تخافي يا حبيبتي، أنا بعرف إنّو القدّيسة رفقا رح تشفيلك ريّة الشّمال، ومار شربل رح يشفيليك قلبك، والقدّيسة فيرونيكا رح تشفيلك الرّية اليمين".

وفي اليوم التّالي، بعد إجراء الفحوص الطّبيّة، تفاجأ الأطّبّاء بالنّتيجة، فظهرت الرّئة اليسرى وتحسّن وضع الرّئة اليمنى وعاد القلب إلى مكانه الأساسيّ، وشفيت فيرونيكا بشفاعة شربل ورفقا وفيرونيكا.

تعيش اليوم فيرونيكا حياتها بشكل طبيعيّ، فهي تلعب وتلهو كسائر الأطفال، إلّا أنّ الفارق الوحيد هو أنّ رئتها تتطلّب حوالى العامين لتنمو وتكتمل. فكم هي عظيمة شفاعة القدّيسين، وكم هو خارق الله بفيض النّعم وبشفاء أطفال أرادهم أن يكونوا له رسلاً على هذه الأرض.