دينيّة
22 تموز 2018, 07:00

خاصّ- العالم أخرس والأنظمة بكماء!

غلوريا بو خليل
"أَدْهَشْتَ الجموع يا ابن داود يوم شَفيْتَ الممسوس الأعمى والأخرس، وأسّستَ لمملكة ليست من هذا العالم، مملكة لا تنقسم على ذاتها، مملكة الحبّ تلك رغبة قلبك، فمباركةٌ مملكة المسيح، ونحن أهل هذه الأرض نتوق لها، لتصبح الأرض سماوات جديدة لذا نصرخ: ليأت ملكوتك!". بهذا التّأمّل استهلّ خادم رعيّة مار فوقا-غادير الخوري جوزف سلّوم شرح إنجيل الأحد العاشر من زمن العنصرة متّى (12 / 22 - 32) بحديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ.

 

واستطرد الخوري سلّوم موضحًا أنّ "جماعة الفرّيسيّين والرّؤساء بسبب غيرتهم وحقدهم، وبسبب عدم إيمانهم لم يجدوا عذرًا سوى اتّهام يسوع بأنّ الأعاجيب والآيات التي كان يصنعها كانت بفعل اتّفاق ضمنيّ مع رئيس الأرواح الشّريرة، ظنًّا منهم أنّ إبليس يملك العالم. فشفى يسوع ذلك الممسوس الأعمى والأخرس ليعلن: "أنّ ملكوت الله قد وافانا"."

ولأنّ الصّلاة والتّضرّع أجدى وأسنى من كلّ شرح وتفسير، أكمل خادم رعيّة مار فوقا مصلّيًّا متضرّعًا: "سنقدّم لك اليوم يا ربّ هذا الكوكب الذي أضحى ذاك الممسوس الأعمى والأخرس، اشفه يا ربّ، فيأتي ملكوتك. اشفه فحاله تدعو للرّثاء، وليس من يشفيه سواك ليأت ملكوتك. إشفه من حالة الخرس فيتكلّم! العالم أخرس والأنظمة في حالة بُكْم، هذا الصّمت العالميّ أمام الشّرور والحروب والعنف والاحتكار، اشفه ليتكلّم اليوم ويصرخ في برّيّة العالم، لأنّه لا يمكننا أن نصمت أمام حالات الإجهاض والقتل الرّحيم وأمام الإتجار بالإنسان وبالمخدرات وأمام الصّفقات والمساوامات وأمام ظلم الأحكام القضائيّة.

إشفه يا ربّ من العمى، اشفه من ظلمات الجهل، اشفه فيرى الحقائق ويؤمن، اشفه فيفتح عينيه على معرفتك والإيمان بك، اشفه فيعرف الطّريق ويعود إليك. اشفه فيعرف أنّك القدير والشّافي الوحيد، اشفه فيضيء سراجه ويبكر للصّلاة والمدح والهذيذ باسمك، ويعود إلى مملكتك!

إشفه لأنّه لا يرى حاجة أخيه وفقره ودموعه ومعاناته.

نعم، اشفه وحرّره فهو ممسوس، بحاجة إلى لمستك، فهو عميل ومخابر مع شياطين هذه الأرض، جرّده من عبوديّات الانقسامات. مملكتك ثابتة لأنّها مبنيّة على الحبّ والتّناغم، ومملكتنا انقسمت لأنّه غاب عنها الحبّ والتّضامن، اشفه يا ربّ."

وفي الختام، وجّه الخوري سلّوم رسالة مرشدًا القارئين المؤمنين بكلمات أبويّة ملؤها التّمنّي والرّجاء قائلًا: "أيّها الأحبّة تكلّموا، وانطقوا بالرّحمة والحبّ وصلّوا وتحابّوا. أيّها الأحبّة افتحوا عيونكم وعيون قلوبكم، وبادروا إلى العمل والخدمة والعبادة، فنبني معًا مملكة الرّبّ وتنساب صلاتنا: ليأت ملكوتك!"