خاصّ– الشّمالي: لنقتدِ بالمسيح أوّلاً حتى نتمكّن من أن نحمله للآخرين
"إنتظر الشّعب اليهوديّ مسيحًا مخلّصًا آتيًا إلى العالم ليبطش بذراعه الشّرّ. مسيح يحرّر الإنسان من العدوّ محطّمًا الأعداء. مسيح عنيف لا يرضى بضعف الإنسان ساخطًا مؤنّبًا. مسيح يزلزل الأرض بحضوره وتخافه كلّ الأمم. وما زال الشّعب ينتظر هذا المسيح!
أمّا هو فما أراد سوى الضّعيف المتألّم. شفى المرضى وأمرهم بعدم كشف أمره. إنّه حبيب الآب الذي "لن يخاصم ولن يصيح ولن يسمع أحد صوته في السّاحات، قصبة مرضوضة لن يكسُر وفتيلاً مدخّنًا لن يُطفئ". هكذا حقّق المسيح رسالته الخلاصيّة "سائرًا بالحقّ إلى النّصر". هكذا بشّر فكان لنا به الخلاص."
وتابع: "وتستمر اليوم البشارة بواسطة الكنيسة التي تحمل في قلبها حبّ المسيح للعالم وللإنسان. ولكن، هل تبقى الكنيسة كنيسة المسيح عندما لا يتشبّه المؤمن بالمسيح؟ هل يمكن للمؤمن أن يكون في وسط عالم كاذب وخادع وعنيف ومُهمّشٌ للضّعيف وفاجر وماكر من دون أن يستعمل وسائله المُرائيّة؟
لا بل السّؤال أيضًا كيف يمكن للمسيحيّ أن يكون في وسط هذا العالم من دون أن يكون من هذا العالم؟ كيف يمكن أن نبشّر بالمسيح إن لم يكن هو قدوتنا ومثالنا ووسيلتنا لنبلغ قلب البشريّة؟
وإختتم الخوري الشّمالي بنصيحة قائلًا: "لنقتدِ بالمسيح أوّلاً حتى نتمكّن من أن نحمله للآخرين."