ثقافة ومجتمع
04 شباط 2016, 06:53

خاصّ - السّرطان في يومه العالميّ: أسبابه، عوارضه وجديد علاجاته

الصّحّة كنز ثمين وسلاح جبّار يمتلكه المرء ليواجه الحياة بكلّ ما فيها من أفراح وأحزان، فمن يمتلك الصّحّة الجيّدة، يمتلك النّشاط والأمل بغدٍ أفضل.

الصّحّة تاج على الرّؤوس، هي ثروة عظيمة ونعمة مميّزة يمنحها الله للإنسان. وصحّة المرء تُعتبر هاجسه الدّائم، إذ إنّ الإصابة بالأمراض مخافةٌ يواجهها الإنسان أبدًا ويسعى جاهدًا لإبعادها عن حياته، لأنّ المرض يشلّ القوى ويسرق النّشاط ويبعد الضّحكة ويمحو الحيويّة. ونذكر، في يومه العالميّ، مرض السّرطان تحديدًا، الذي يخاف النّاس حتّى من لفظ إسمه على ألسنتهم، لما يزرعه في الأجساد من أوجاع ومعاناة خبيثة تؤدّي إلى الموت.

للسّرطان، وبحسب د. ماري نخّول، إختصاصيّة في الطّبّ الدّاخليّ، أنواع عديدة: أوّلًا سرطان الأعضاء الدّاخليّة للجسم "solid tumors" كسرطان الدّماغ، سرطان الرّئتين، سرطان الثّدي، سرطان البروستات (prostate)، سرطان الكبد، سرطان البنكرياس (pancreas)... ثانيًا، سرطان الدّمّ الأكثر شيوعًا لدى الأطفال "leukemia" وثالثًا، سرطان الغدد "lymphoma"، وغيرها...

وتعود أسباب هذا المرض بشكل وجيز إلى عوامل عديدة أبرزها العوامل البيئيّة كالعمل في حقول الفحم أو الدّهان أو المناجم، التّدخين، أنواع الطّعام، التّعرّض الدّائم للأشعّة، بالإضافة إلى العوامل الوراثيّة خصوصًا من أقارب الدّرجة الأولى.

أمّا في ما يخصّ عوارض السّرطان، فأكّدت د. نخّول أنّ بإمكانها ألّا تظهر أبدًا فالمرض خبيث جدًّا، ولكنّها بالإجمال تختلف حسب نوع المرض، فالمصاب بسرطان العضم يعاني من أوجاع كثيرة في الجسم، والمصاب بسرطان الدّم وسرطان الغدد يعاني من التّعب والإرهاق، الحرارة بدون سبب، الإلتهابات المتكرّرة، التّعرّق أثناء النّوم وخسارة الوزن بشكل كبير وسريع (أكثر من 10% من الوزن خلال 3-6 أشهر). في حين أنّ المصاب بسرطان الرّئتين يتعرّض للسّعال الدّائم وظهور الدّمّ بعد السّعال؛ والمصاب بسرطان الرّأس يشعر بدوخة ويقع في النّقطة (epilepsy)؛ والمصاب بسرطان الكبد يعاني من الإصفرار الدّائم في لون الوجه والجسد.

العلاجات، وبحسب د. ماري نخّول، تختلف بإختلاف نوع السّرطان؛ فسرطان الدّمّ يقابله العلاج الكيمائي وسرطان العضم يُضاف إليه العلاج بالأشعّة والأدوية المهدّئة كالمورفين. أمّا علاج سرطان الغدد فهو العلاج الكيمائي إضافةً إلى العلاج بالأشعّة الذي يساعد في تصغير حجم الغدّة المصابة، في حين أنّ سرطان الأعضاء الدّاخليّة للجسم المتمركز في مكان واحد وغير منتشر في الجسم يمكن علاجه بالعلاج الكيمائي بالإضافة إلى عمليّة جراحيّة تزيل الجزء المصاب، يقابله المرض المنتشر في الجسم الذي يَكتفي علاجه بالعلاج الكيمائي؛ علمًا أنّ الكلام عن آثار جانبيّة للعلاج الكيمائي صحيح كسقوط الشّعر وقتل الخلايا السّليمة في الجسم وتخفيف المناعة لدى المريض وخطورة الإصابة بالإلتهابات.

الأمل لا يغيب أبدًا عن مرضى السّرطان، فبمقابل خطر الموت السّريع، نسب الشّفاء عالية لمرضى سرطان الدّمّ بنسبة 90-95% ولمرضى سرطان الثّدي بدرجاته الأولى بنسبة 80%. ويخبّئ المستقبل للمرضى علاجات فعّالة أكثر ووقاية إضافيّة، فالدّراسات تسير بإتّجاه خلق جزيئات أكثر دقّة في المعالجة بالإضافة إلى أخذ خلايا جزعيّة من الحبل السّرّيّ للطّفل عند ولادته وحفظها لزرعها يومًا ما في حال إصابته بالمرض.

والأمل الأكبر يبقى إيمان المريض بأنّ الله لن يتركه أبدًا، فبشفاعة القدّيس بيريغران، شفيع المصابين بالسّرطان، وجميع القدّيسين، لا بدّ من أن تشرق شمس الأمل والتّجدّد أمام من حجب المرض البسمة عن وجوههم وأدخلهم في دوّامة اليأس الدّائم.