دينيّة
06 تشرين الثاني 2022, 08:00

خاصّ- الخوري مورا: "تجديد أنفسنا كهياكل مقدّسةٍ للرّوح القدس هو أن نعي دعوة الله لنا"

نورسات
"عيد تقديس وتجديد البيعة، اليوم، في كنيستنا المارونيّة، وفي افتتاح السّنة الطّقسيّة الجديدة، هي عودةٌ إلى هذه الحقيقة، حقيقة كوننا هياكلاً مقدّسةً للرّوح القدس، أدخلنا إليها أصنامًا كثيرة؛ أصنام الخطيئة والشّهوة والمادّة وحبّ التّسلّط، هياكل تدنّست بالكبرياء والحقد والرّغبة بالانتقام، بالكذب والوصوليّة، بروح الزّنى وخيانة وصايا الرّبّ وتعاليمه، بقتل الآخرين كلّ يوم بالنّميمة والتّهميش. نحن هياكل مدنّسة، يرغب الرّبّ بالدّخول إليها من جديد لتقديسها وتجديدها." بهذه المقدّمة الشّفافة استهلّ الخوري جان موره خادم رعيّة إهدن - زغرتا والمرشد العام للسّجون في لبنان تأمّله لموقعنا انطلاقًا من إنجيل القدّيس متّى (16: 13 – 20).

وتابع: "عيد التّقديس والتّجديد هو عودةٌ إلى حقيقةٍ أنّنا خرافٌ في قطيع المسيح، فلا معنى لوجودنا كمسيحيّين إن رفضنا حقيقتنا كأفراد في عائلة تسمّى الكنيسة المقدّسة، جسد المسيح السّرّيّ العامل في العالم من أجل خلاص العالم، ونحن أعضاء هذا الجسد، كلٌّ منّا يقوم بدوره من أجل خلاص الإخوة من كلّ لونٍ ولسان. فتجديدنا وتقديسنا يقوم على تجديد انتمائنا للكنيسة والطّاعة لها؛ نكون خرافًا في قطيع المسيح والكنيسة (البيعة)، نتبع المسيح بحرّيّتنا، لأنّنا لمسنا شخصيًّا حبّه في حياتنا، وعلمنا أنّه صديقٌ وفيٌّ حاضرٌ في حياتنا دومًا."

وإختتم الخوري موره مشدّدًا على أنّ "تجديد أنفسنا كهياكل مقدّسةٍ للرّوح القدس هو أن نعي دعوة الله لنا "أن نكون آلهة"، فننطلق مجدّدًا في مسيرة تألّهٍ للوصول إلى الاتّحاد الرّوحيّ بالله مصدر وجودنا وغايته، اتّحادٌ نصل إليه من خلال:

·       الصّلاة، أي أن نحيا حالة صلةٍ دائمةٍ مع الرّبّ الحاضر في حياتنا.

·        التّوبة، وهي أن نحيا سرّ الرّجاء، أن نعرف أنّ الله حاضرٌ في حياتنا، مستعدٌّ لقبولنا مهما عظمت خطيئتنا.

·       الكنيسة، وهي ملكوت الله على الأرض، رغم خطيئة أبنائها، تتقدّس بالمسيح رأس جسدها.

·       الأسرار، وهي كلّها نعمة تجديدٍ وتقديس، وهبها الرّبّ لكنيسته، ليجدّد هيكلنا، ويقدّسنا لنصبح بكلّيتنا له، ننشر من خلال شهادة حياتنا إنجيل خلاصه.

·       مريم، وهي هيكلٌ طاهر، تبقى مثالنا في التّجدّد والتّقدّس، وتعلّمنا الطّاعة وقبول إرادة الله في حياتنا في أن نكون مقدّسين. تعلّمنا خدمة الكلمة، وأن نكون هياكل مقدّسة، يجدّدها الرّبّ كلّ يومٍ بنعمته، من خلال صلاتنا، وحبّنا وخدمة كلّ محتاج".