خاصّ- الخوري بومارون: عيش وصيّة المحبّة أساس للسّلام المفقود في عالمنا!
وأكمل: ""أحبّوا بعضكم بعضًا مثلما أنا أحببتكم" (يو 13/34) وصيّة جديدة أوصى بها يسوع تلاميذه. لماذا هي جديدة؟ مع أنّ الحبّ ليس بجديدٍ في الكتاب المقدّس! لكنّ هذه الوصيّة جديدة لسببين: أوّلًا، موضوعها جديد: "بعضكم بعضًا"، وثانيًا، مقياسها جديد: "كما أنا أحببتكم"... هي وصيّة العهد الجديد، وصيّة بذل الذّات من أجل الآخر مثلما فعل يسوع. هي رباط الوحدة بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والله. هي وصيّةٌ لقبول الرّوح القدس الذي وعد الآب أن يرسله إلى محبّي ابنه.
هذه الوصيّة موجّهة اليوم، وبشكلٍ ملحٍّ، إلى أبناء العائلة الواحدة، الزّوجين وأولادهما؛ هي موجّهة إلى أفراد الجماعات المكرّسة والكهنة وكلّ أبناء الكنيسة؛ هي موجّهة إلى القادة الدّينيّين والمدنيّين في وطننا والعالم، بدون استثناء لأنّ عيش وصيّة المحبّة أساس للسّلام المفقود في عالمنا!
"فإذا أحببتم بعضكم بعضًا، يعرف النّاس جميعًا أنّكم تلاميذي" (يو 13/35): إنّ محبّتنا للإخوة، أيّ لكلّ البشر مهما كان لونه أو دينه أو عرقه، قدّيسًا كان أم خاطئًا، سليمًا أم مريضًا، غنيًّا أم فقيرًا، هي شهادتنا للعالم كلّه بأنّنا تلاميذ الرّبّ يسوع، ونحبّ الجميع على مثاله. هذه الشّهادة لا يمكن أن تكون هامشيّةً، بل يجب أن تنبع من عمق أعماقنا!
بالحبّ وحده أشهد للرّبّ يسوع... لا بالعصبيّة الدّينيّة، ولا بالاستعلاء والكبرياء، لكن بالحبّ، بالخدمة، بعطاء الذّات وبالسّعي إلى خلاص الآخرين.
أسأل نفسي اليوم: "هل أحبّ الرّبّ؟" ليس لديّ جواب، لأنّ الجواب عند الآخرين. هم يعرفون إن كنت أحبّ الرّبّ فعلًا. كيف؟ إذا هم شعروا بحبّي يغمرهم؛ إذا هم حصلوا من يدي على ماءٍ يروي عطشهم للرّبّ؛ إذا هم تعرّفوا على الرّبّ من خلالي؛ إذا هم شعروا بقرب الرّبّ إليهم من خلالي؛ عندها أكون أحبّ الرّبّ...".
وإختتم الخوري بومارون تأمّله مصلّيًا متضرّعًا: "أعطنا يا ربّ قوّة روحك القدّوس لنؤمن بأنّك حاضرٌ في إخوتنا ولكي يروا بدورهم حضورك وحبّك من خلال حياتنا. إجعلنا يا ربّ أداة شهادةٍ لحبّك ليعرف العالم عمق محبّتك، ويعمّ خلاصك الكون كلّه... آمين."