خاصّ- الأقساط المدرسيّة.. نارٌ لا تُخمد
أسابيعٌ قليلة تفصِلنا عن بداية العام الدراسيّ الجديد، فبدأ الأهالي "يحسبوا ألف حساب" قبل القيام بأيّة خطوة بُغية تأمين المبلغ المطلوب لتسجيل الأولاد في المدرسة.
من هنا، جال موقع "نورنيوز" على عدد من العائلات اللبنانيّة وأجرى أحاديث خاصّة مع الأهالي عبّروا من خلالها عن معاناتهم من الأقساط المدرسيّة.
ج.ش. شرح لنا وضعه، فقال إنّ قسط ابنته يبلغ 8 ملايين وابنه 6 ملايين، وذلك من دون كلفة النشاطات الخارجيّة والقرطاسيّة وباصات المدرسة، وختم قائلاً: "انشاالله اقدر ادفع".
بدورها ر.ح. أكدّت أنّ الأوضاع الإجتماعيّة والإقتصاديّة في لبنان سيئة، لافتة إلى أنّ ربّ المنزل وحده لا يستطيع أن يؤمن كلّ متطالبات العائلة، فبين تأمين لقمة العيش، والمواد الأوليّة والدراسة للأولاد، الراتب الشهري لا يكفي. وأضافت أنّ "كتب المدرسة تتغيّر كلّ عام، وأفراد العائلة نفسها لا يستطيعون استعمال الكتب مرتيّن" مشيرة إلى أنّ هذه الظاهرة تحوّلت الى تجارة. وتطرقت ر.ح. أيضًا إلى أقساط الجامعات التي تزيد أقساطها من دون أن تأبه الى أحوال الطّلاب الصعبة.
وع.ح. أوضحت لنا سبب انتقال ولديها من مدرسة خاصّة الى مدرسة رسميّة: "كان قسط الولد الواحد يصل الى 3 ملايين. في البداية كنّا قادرين على إتمام قيمته، إلا أنّ أوضاعنا الإقتصاديّة باتت تتراجع شيئًا فشيئًا". من جهة اخرى، قالت ع.ح. إنّ معاملة الإدارة لم تكن جيّدة، فقد أوشكت الأمور أن تصل الى المحاكم. وعن المدرسة الرسميّة فقالت ع.ح إنّ رسم التسجيل شبه مجانيّ نسبةً لرسم المدارس الخاصّة والكتب فتؤمنها المدرسة مجانًا، أما المستوى التعليميّ فهو نفسه في المدرستين: "النتيجة جيّدة ومعاملة الإدارة مع الأهالي والطّلاب ممتازة".
من جهة أخرى، لا تقتصر أضرار تبديل الكتب على الأهالي وحسب بل على أصحاب المكاتب أيضًا، فأكدّ أحدهم أنّ هذه الظاهرة توقعه بالخسارة: "الأهل بيخسروا قائمة وحدة، بينما أنا عم ينهدر عندي 200". وأضاف أنّ المضمون هو نفسه: " الشيء الوحيد يلي عم يتغيّر هو الرسمات بقلب الكتب".
تزيد المدارس أقساطها مع بداية كلّ عام دراسيّ جديد، وعلى الأهالي دفعها من دون اعتراض، كما عليهم تأمين المبالغ الماديّة للمصاريف الحياتيّة الضروريّة، كالكهرباء والمياه وغيرها... وفي ظلّ دخل الأهالي المحدود، كيف سيتمكن هؤلاء من تحمّل هذه الأعباء كلّها؟