دينيّة
08 كانون الثاني 2023, 08:00

خاصّ- الأب نصر: هو الصّوت والسّابق والشّاهد

نورسات
"إنّ اعتلان سرّ المسيح ليوحنّا المعمدان يظهر جليًّا خلال زمن الدّنح للشّاهد الأوّل والأهم ليسوع المسيح". بهذه المقدّمة استهلّ قيّم مدرسة السّيّدة-حصرون الأب بشير نصر تأمّله حول إنجيل القدّيس يوحنّا (1: 29 – 34) في بدء زمن الدّنح الذي يتحدّث عن اعتلان سرّ المسيح ليوحنّا المعمدان ومديحه، حيث شهد قائلًا "هذا هو حمل الله الذي يرفع خطيئة العالم".

وتابع: "يوحنّا المعمدان يشكّل النّبيّ الذي يختم العهد القديم ويهيّىء الطّريق لحلول الزّمن المسيحانيّ، فهو الصّوت الصّارخ في البرّيّة شاهدًا ليسوع قائلًا: "ها هو حمل الله الحامل خطايا العالم".

حقّق يوحنّا قول الرّبّ على لسان النّبيّ ملاخي: "هاءنذا مرسل ملاكي أمام وجهي فيهيّىء طريقي أمامي"، لذلك ينادي يوحنّا ويقول: "أعدّوا طريق الرّبّ واجعلوا سبله قويمة"، فهو الصّوت والسّابق والشّاهد، وهو النّبيّ الحاضر دومًا وأبداً لكي يعترف ويشهد للآتي بعده.

يوحنّا مستعدّ ليدلّ بإصبعه على يسوع ويقول: "هوذا حمل الله الحامل خطايا العالم"، فلقد توصّل يوحنّا ابن الصّلاة والعزلة في البرّيّة إلى ذروة العلاقة مع الله.

ظهر يسوع وكشف الحقيقة من وراء الظّاهر فأعطى معنى للعالم المرئيّ لأنّ يوحنّا ابن الصّحراء بمدرسة البرّيّة عاش الحياة الصّحراويّة بما فيها من التّقشّف والصّوم والصّلاة والعزلة، فهو إذًا من فئة من :"يسمع كلام الله ويعمل به"."

 

وإختتم الأب نصر تأمّله بعبرة للعيش قائلًا: "لكلّ إنسان منّا اختبار روحيّ وعلاقة حميمة يتّحد بها مع الله لكي تكون شهادته حقيقيّة في حياته اليوميّة؛ فنحن جميعًا خلقنا الله على صورته ومثاله، وهذا الارتباط مع الله يتجذّر بعلاقة شخصيّة معه، ومن دون هذا الارتباط لا يمكن أن توجد أيّ معرفة أو اختبار روحيّ مع الله. فالشّهادة المسيحيّة الحقّة تقوم على اختبار الله لا على الإيمان فقط بحقائق عنه ولكن الشّهادة المرتبطة بالأعمال، إذ عالم اليوم بحاجة إلى أناس يعيشون الله ويشهدون به للآخرين من خلال العيش معه يوميًّا، وهذا أفضل بكثير من التّكلّم عنه.

فالمسيحيّ الحقيقيّ هو من يشهد لله بصدق حياته وتضحياته وطول أناته واتّضاعه، فنحن مدعوّون أن ندرك الله كما فعل يوحنّا المعمدان، وعلينا أن نؤمن ونترجّى الله أن يجد مخرجًا لكلّ تجربة تعترضنا وأن يتحقّق خلاصه في وسط تاريخنا الذي نعمل فيه."