دينيّة
09 تشرين الأول 2022, 07:00

خاصّ- الأب نصر: إفعل ما يقول الكتاب المقدّس فهو الصّواب دائمًا

نورسات
"يتكلّم المسيح، في مثل الوزنات، عن خادمين أمينين استخدما ما أعطي لهما لكي يزيدا ثروة سيّدهما. وعندما عاد السّيّد بعد طول غياب، كافأ خادميه الأمينين وقال لكلّ منهما: "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. ادْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ!" (متّى 25: 21). ويشتاق كلّ شخص مؤمن إلى سماع هذه الكلمات من شفتي المسيح يومًا ما في السّماء.". بهذه المقدّمة استهلّ قيّم مدرسة السّيّدة- حصرون الأب بشير نصر تأمّله لموقعنا حول إنجيل القدّيس متّى (24/ 45 -51) في الأحد الرّابع بعد الصّليب المعنون "العبد الأمين الصّالح".

وتابع موضحًا: "نحن نخلص بالنّعمة من خلال الإيمان (أفسس 2: 8)، ولكنّنا نخلص "لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ" (أفسس 2: 10). تحدّث المسيح عن اكتناز الكنوز في السّماء (متّى 6: 20)، ويشير مثل الوزنات إلى مكافآت مختلفة للّذين يخدمونه بأمانة في هذا العالم.
لكي تسمع هذه الكلمات: "نعمًا أيّها العبد الصّالح والأمين" من الرّبّ يسوع، عليك أوّلًا أن تتيقّن أنّك نلت الخلاص. إنّ غير المؤمنين لن يسمعوا هذه الكلمات إطلاقًا لأنّه "بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ" (عبرانيّين 11: 6). كذلك إعلم أنّ المسيح ليس فقط مخلّصك بل هو أيضًا ربّك "إعْبُدُوا الرَّبَّ بِفَرَحٍ!" (مزمور 100: 2)."
من ثمّ شاركنا الأب نصر بعض النّصائح عن كيفيّة عبادة/خدمة الرّبّ فكتب:
"- شارك الآخرين بالإنجيل: إنّ الرّبّ يسوع يريدنا أن نتلمذ الآخرين ونعلّمهم عن طبيعة وشخصيّة الله ونخبرهم عن معنى موته وقيامته (متّى 28: 18-20).
- ساعد المحتاجين: في قصّة الغنيّ ولعازر (لوقا 16: 19-31) أدين الرّجل الغنيّ لأنّه لم يساعد لعازر ولأنّه اعتمد كثيرًا على ثروته وغناه. لا تضع إرضاء ذاتك قبل حاجة الآخرين. "وَأَمَّا مَنْ كَانَ لَهُ مَعِيشَةُ الْعَالَمِ، وَنَظَرَ أَخَاهُ مُحْتَاجًا، وَأَغْلَقَ أَحْشَاءَهُ عَنْهُ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَحَبَّةُ اللهِ فِيهِ؟" (1 يوحنّا 3: 17)
- إغفر للآخرين زلّاتهم وابتعد عن الانتقام: أعطى لنا المسيح مثالًا للغفران: "الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضًا وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ" (بطرس الأولى 2: 23).
- إعتبر أنّ السّلطة التي تمتلكها هي فرصة لمساعدة الذين تحت سلطانك، واخضع لمن لهم سلطان عليك، كما خضع المسيح لسلطان الآب. وفي كلتي الحالتين يمكنك أن تتمثّل بالمسيح لأنّ الرّبّ يسوع كان سيّدًا وعبدًا بالنّسبة لأناس مختلفين. "اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ وَهَكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ" (غلاطية 6: 2).
- إسعَ إلى معرفة الله بصورة أفضل من خلال شركة الكنيسة والإصغاء للوعظ ودراسة الكتاب المقدّس والصّلاة وعيش كلام الله في حياتك.
- إعلم أنّ كلّ منصب تتبوّقه أو مميّزات تتمتّع بها هي من الله، مصدر كلّ بركة: "كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ..." (يعقوب 1: 17)
- كن مستعدًّا أن تكون محبوبًا من الله حتّى ولو لم ترضِ النّاس، وأظهر شجاعة نادرة مثل السّامريّ الصّالح في مثل المسيح (لوقا 10: 30-37).

- إفعل ما يقول الكتاب المقدّس فهو الصّواب دائمًا. "... يَنْبَغِي أَنْ يُطَاعَ اللهُ أَكْثَرَ مِنَ النَّاسِ" (أعمال الرّسل 5: 29).
في تقييمك لذاتك، إنّ المقياس الذي يجب أن تعتبره كمقياس لك هو الرّبّ يسوع كي لا تبرّر تصرفاتك وتوجّهاتك. هكذا تستطيع أن تعيش التّواضع."
وإختتم الأب نصر تأمّله موصيًا: "أحبّ الله فوق الكلّ، وأحبّ الآخرين بإخلاص" (مرقس 12: 30-31). إنّ الأمناء للرّبّ الذي خلّصهم سوف يسمعون هذه الكلمات عند كرسيّ دينونة المسيح: "نعمًا أيّها العبد الصّالح والأمين". ولا يمكن أن يطلب أيّ خادم مخلّص للمسيح أيّ شيء أكثر من هذا."