خاصّ- الأب رزق: قيامة المسيح هي رجاؤنا وصعوده هو مجدنا
وتابع: "إنّ المسيح قبل أن يعيش على الأرض كان لدى الله كإبن، و"كلمة"، وحكمة. فصعوده إلى السّماء إلى يمين الآب وإنّما هو عودة إلى العالم السّماويّ الذي منه سبق ونزل من السّماء، مسكن الألوهيّة. وأمّا جلوس يسوع عن يمين الله فيعني أنّه قد أكمل عمله وأنّ له سلطانًا وقد توّج ملكًا. وبالتّالي صعوده هو تعبير عن مجد المسيح السّماويّ.
صعود الرّبّ هو دعوة إلى الرّجاء، نرجو على هذه الأرض ما سبق وحضّره لنا الرّبّ يسوع، نحيا في العالم مترقّبين ساعة اللّقاء، ساعة ملاقاة وجه الرّبّ الحبيب، عندها فقط يصل الإنسان إلى غاية وجوده ويحيا السّعادة الحقّة. حين يعلم أنّ الأرض هذه في مجرّد محطّة على طريق الأبد، نحلّ فيها حينًا ونتوق إلى بيت الآب الأبديّ حيث نتّحد إلى الأبد بالله خالقنا في رباط من حبّ لا ينتهي.
الصّعود هو مسؤوليّة ثمينة وكبيرة تُلقى على عاتق كلّ واحد منّا. صعود الرّبّ إلى السّماء يدعونا إلى أن نتحمّل مسؤوليّة خلاص الإخوة ونحمل لهم الإنجيل، بدون تمييز بين مكان وآخر، بين لون وآخر، بين دين ودين أو بين الإنتماءات. عملنا هو أن نصبح مسيحًا آخر، نسعى إلى خلاص البشريّة بأسرها، لنكون على مثال السّيّد، كلًّا للكلّ لكي نربح الجميع إلى الملكوت."
وفي الختام استخلص الأب رزق تأمّله قائلًا: "إن أردنا أن نصعد ونكون مع المسيح فيجب علينا أن نكفّ عن الخطيئة وعن الشّرّ... نحن نعيّد لمناسبة عيد الصّعود بكلّ طهارة، فنحن نصعد معه وتكون قلوبنا فوق لأنّ قيامة المسيح هي رجاؤنا وصعوده هو مجدنا."