دينيّة
19 آذار 2023, 08:00

خاصّ-الأب بعقليني: يشفينا الرّبّ نفسًا وروحًا، عندما يغفر لنا خطايانا

نورسات
"كافأ المسيح إيمان المخلّع ومرافقيه فطهّره من خطاياه وأبرأه. حصل المخلّع على شفاء الجسد والنّفس، شاكرًا للرّبّ الذي يداوي الجراحات، التي سبّبها الإنسان للإنسانيّة". بهذه المقدّمة المعبّرة استهلّ رئيس "جمعيّة عدل ورحمة" الأب الدّكتور نجيب بعقليني تأمّله لموقعنا إنطلاقًا من إنجيل القدّيس مرقس (2/ 1-12) في زمن الصّوم الكبير.

وتابع: "يسوع الشّافي وحده جروحات أجسادنا ونفوسنا، يسألنا إن كنّا نريد الشّفاء كما سأل المخلّع. هل نطلب منه الشّفاء؟ نحتاج إلى كلمة "حياة" من سيّد الحياة. ننتظر دومًا تدخّله لنحصل على الشّفاء معبّرين بذلك عن إيماننا به، لكنّنا نطلب منه دومًا أن يزيدنا إيمانًا. نحتاج إلى عبارة واحدة: إنّ رحمتك كبيرة وعظيمة ولامتناهية.

ندعوك أن تدخل إلى أعماق حياتنا لتشفينا من مرض الخطيئة، التي تأكلنا بسبب جهلنا وتعنّتنا وكبريائنا. وحدها الخطيئة سبب مرضنا وعجزنا عن السّير والانقسام الذي يتملّكنا عن الخالق، والابتعاد عن الفردوس. بمجيئه على الأرض من أجل خلاص الإنسان أزال يسوع هذا الانقسام الحادّ من حياة الإنسان وأعاده واحدًا متماسكًا، أيّ إنسانًا معافى من خطيئته وقادرًا على المواجهة والحصول على الخلاص.                  

نحتاج إلى كلمة واحدة، فقلها يا ربّ. كلمة وأنا أحيا "قم وأحمل سريرك وامش". يدعونا الرّبّ إلى أن نتّكل على ذواتنا وإرادتنا وجهدنا. يشفينا الرّبّ نفسًا وروحًا، عندما يغفر لنا خطايانا. عندئذ نستريح في قلب الله والله يستريح في داخلنا. نحتاج إلى يسوع ليُعيد إلينا وحدة الذّات فيشفينا من أمراضنا.                            

رأى يسوع نوايا الرّجال الأربعة وإيمانهم، فأقدم على شفاء المخلّع جسديًّا وروحيًّا، ما شكّل علامة ساطعة بأنّه ابن الله وسيّد الحياة وواهبها ومعطيها. على الإنسان أن يُظهر إيمانه الشّخصيّ وألّا يتّكل على إيمان الآخرين. لذا يغفر المسيح خطايانا ويطلب منّا عدم العودة للخطيئة لكنّنا نعود، فيعود من جديد ليغفر لنا إذا دخلنا في توبة حقيقيّة وصادقة."

وإختتم الأب بعقليني تأمّله بعبرة شافية وكتب: "قدّم يسوع للمخلّع شفاء مجانيًّا. فهو لا يضغط على أحد، بل واقف يقرع على الباب وينتظرنا لنفتح له قلوبنا ويمنحنا الشّفاء. الشّفاء الحقيقيّ أن نقبل حقيقة أنّ المسيح يشفي الرّوح والنّفس قبل الجسد."