دينيّة
02 تشرين الأول 2022, 07:00

خاصّ- الأب أبي عون: كلام المسيح واضح وضوح الشّمس لا جدل فيه

نورسات
لا أدري لماذا هذا الإنجيل للأحد الثّالث من زمن الصّليب كلّما أقرأه أشعر بالاطمئنان الدّاخليّ، رغم الأحداث المُخيفة التي تظهر كعلامة تسبق مجيء ابن الإنسان. أشعر أنّني بين يدي إلهٍ يحبّني ويرافقني ويخاف عليّ، فيحذّرني من خطر وويل هؤلاء الذين سيأتون من هنا وهناك ويدّعون المسيحانيّة والنّبؤة. أخاله أبٌ مع أولاده يقدّم لهم النُصح والرّشدَ والهَديَ على الطّريق الصّحيح. هو أيضًا هذا الأب والأخ والصّديق الذي ينبّهنا ويرشدنا. يدعونا بألّا نهرول وراء هذا أو ذاك، وكم هم كثرٌ إن في الماضي أو في أيّامنا نحن. نصل أحيانًا إلى حدّ تأليههم وتكفير كلّ من هو مخالفُ لهم ولآرائهم. كم من "مسيح" لا علاقة لهم بالمسيح ولا بتعليمه الصّحيح، فيُغروا الكثيرين ويوقعوا بهم، فنركض وراءهم وننتقل معهم من البرّيّة إلى التّلّة إلى البيت، كما يذكر الرّبّ في هذا الإنجيل "يأتون بآيات عظيمة وخوارق، ولو قدروا لأضلّوا المختارين". بهذه المقدّمة المسهبة استهلّ رئيس أنطش سيّدة التّلّة - دير القمر وخادمه، الأب جوزف أبي عون الرّاهب المارونيّ المريميّ تأمّله الرّوحيّ لموقعنا حول إنجيل القدّيس متّى (24/ 23 – 31) عن مجيء ابن الإنسان.

وتابع: "كلام المسيح واضحُ وضوح الشّمس لا جدلَ فيه: لا تصدّقوا أو لا تصدقّوهم. كم أتحسّر عندما أسمع أنّ هذه الجماعة تتبع فلان، وتلك فلان، وينقسمون على بعضهم ويتناحرون أحيانًا… في الكنيسة لا يوجد قدّاس فلان أو قدّاس علتان، في الكنيسة هاك قدّاس المسيح يترّأسه الكاهن ويشارك فيه المؤمنون.

عندما كان الطّوباويّ كارلو أكوتيس طفلًا ويتردّد إلى كنيسة صغيرة متواضعة يحتفل بالقدّاس كاهن مسنّ ويشارك فيه بعض "الختياريّة"، سأله مرّة أحد "الختياريّة" المشاركين "لماذا تأتي معنا في هذا القدّاس أيّها الطّفل؟ ماذا تفهم؟"، فكان جوابه صادمًا له قياسًا بعمره وتعليمًا لنا جميعًا "أليس المسيح هنا في القدّاس، في القربان المقدّس!".

ما أجمل الرّكوع أمام القربان المقدّس بتوبة وحبّ وخشوع، أو الوقوف أمام شخص العذراء مريم بلهفة وانحناء وتلاوة مسبحتها، أو المشاركة مع كلّ المؤمنين، على اختلافهم، بالقدّاس الإلهيّ، أو القراءة والصّلاة بهدوء في الإنجيل المقدّس… عندها نعيش المصالحة الحقّة معه، هو الرّبّ المسيح، مع كنيسته ومع ذواتنا. عندها نكون بين المُنتظرين بشوق مجيء الرّبّ الثّاني راجين أن نكون من بين مختاريه الذين يجمعهم من الرّياح الأربع، ومن أقاصي السّماوات إلى أقاصيها. "

وبكلمة شكر اختتم الأب أبي عون تأمّله قائلًا: "شكرًا لكَ يا ربّ لأنّك رفيق وصديق أمين لنا في معارج الحياة."