دينيّة
08 تشرين الأول 2018, 07:00

خاصّ- إنعام سماويّ في سيّدة لبنان حريصا: الغفران الكامل!

ريتا كرم
هناك حيث تقف سيّدة لبنان شامخة فوق خليج جونيه منذ 1908، فاتحة يديها لأبنائها المؤمنين الحاجّين إلى مزارها في حريصا من كلّ حدب وصوب، من لبنان كما من خارجه، ومن الدّيانات كافّة، إنعام سماويّ جديد سيناله الحجّاج بشفاعة العذراء مريم حتّى 26 تمّوز/ يوليو 2019، ألا وهو "الغفران الكامل".

 

وفي التّفاصيل، يحتفل مزار سيّدة لبنان حريصا بيوبيل 110 سنوات على تأسيسه، وإحياء للمناسبة ارتأى آباء الدّير بعد 14 عامًا من الخدمة في المزار، أن يتركوا في سنتهم الأخيرة بصمة روحيّة في قلب كلّ من تطأ قدمه أرض المقام المباركة، فسألوا للغاية بركة البطريرك المارونيّ مار بشارة بطرس الرّاعي، وبركة البابا فرنسيس عن طريق دائرة الغفران الفاتيكانيّة، طالبين إنعامات خاصّة بالغفران الكامل لكلّ من يزور سيّدة لبنان خلال هذا اليوبيل. فكانت البركة بركتين وافتُتحت بذلك السّنة في 4 آب/ أغسطس الماضي وفق ما أفاد رئيس الدّير الأب يونان عبيد في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ.

أمّا عن ماهيّة "الغفران الكامل" وأهمّيّته في الكنيسة فيوضح الأب يونان أنّ جذوره تعود إلى مئات السّنين، وهو في تحديده "غفران ما يترتّب على الإنسان الخاطئ من تكفير زمنيّ وأبديّ"، وهو مرتبط بسرّ الاعتراف، من خلاله يمنح الرّبّ رحمته للتّائب الّذي من الضّروريّ أن يستكمل توبته إلى الله بأعمال تكفيريّة دائمة قائمة على المحبّة. ويؤكّد الأب يونان أنّ الغفرانات مفيدة "لأنّها تنبّه ضمير المؤمن على شرّ الخطيئة وتذكّره بأنّه عليه أن يتعامل معها بجدّيّة، الأمر الّذي يتطلّب التزامًا وقناعة وثقة برحمة الله"، مشدّدًا على أنّ الغفران هو غير سرّ الاعتراف، ففيه ينال المؤمن إنعامًا خاصًّا وإنّما لا يمكن أن يحلّ مكان البركة الّتي يمنحها الكاهن في هذا السّرّ المقدّس.

ولكن لنيل الغفران الكامل في إطار اليوبيل الـ110 للمزار، يجب على الزّوّار أن يلتزموا بالشّروط الثّلاثة الّتي تفرضها دائرة الغفران الفاتيكانيّة، وهي: الحجّ إلى مزار سيّدة لبنان- حريصا، الاعتراف والمناولة وتلاوة صلاة الأبانا والسّلام مرّة واحدة على نيّة البابا فرنسيس، والقيام بعمل رحمة.

وبالإضافة إلى ذلك، يُمنح أيضًا زوّار سيّدة لبنان- حريصا الغفران الكامل في حال المشاركة بالسّجود أمام القربان المقدّس الّذي يُقام في كنيسة أمّ النّور كلّ أوّل سبت من الشّهر عند السّابعة مساء ويتوّج بقدّاس إلهيّ عند السّابعة صباحًا، حتّى يوم السّبت 5 ك2/ ديسمبر 2019؛ كما في الأعياد المريميّة.

كما أنّ الغفران يشمل حالات خاصّة أيضًا، فالمؤمن الّذي يعجز عن مغادرة منزله بسبب مرض أو إعاقة، بإمكانه الحصول على البركة و"الغفران الكامل" من خلال الاحتفالات الّتي تُبثّ عبر التّلفزيون أو الرّاديو، شرط أن يصلّي المسبحة الورديّة أو يقدّم آلامه ومرضه إلى الله على يد مريم بكلّ تواضع في حال تعذّرت عليه الصّلاة.

ويضيف الأب يونان عبيد في حديثه، أنّ المزار سيشهد خلال السّنة اليوبيليّة نشاطات عديدة يُعلن عنها في حينها.

إذًا، هم أرادوها سنة روحيّة بامتياز في نهاية خدمتهم في مزار سيّدة لبنان- حريصا، ففتحوا أبواب السّماء أمام المؤمنين ببركة أمّ الكلّ وقيادتها، كفرصة حجّ يشدّد الأب يونان على اعتبارها الأولى والأخيرة والوحيدة للمزار، وتقديمها بواسطة يدي مريم لترفعها إلى ابنها يسوع، فهلّموا نلبّي الدّعوة ونحضن أمّنا مريم قائدتنا إلى الخلاص.