دينيّة
23 أيلول 2018, 07:00

خاصّ - إذا كان الله معنا فمن علينا..

غلوريا بو خليل
في الأحد الثّاني بعد عيد الصّليب تتأمّل الكنيسة بإنجيل متّى (24/ 1 - 14) الذي ينبئنا فيه يسوع بخراب الهيكل والحروب، معزيًّا إيّانا بأنّ من يصبر إلى النّهاية يخلص. وللتّعمّق بأبعاد إنجيل اليوم ومعانيه كان لموقع "نورنيوز" الإخباريّ حديث مع كاهن رعيّة السّيّدة - عين إبل الخوري حنّا سليمان الذي شرحه لنا قائلًا:

 

"إخوتي الأحبّاء دعوة الله لنا في زمن الصّليب المقدّس هو التّأمل بنهاية الأزمنة وبالأحداث التي ستجري قبل مجيء الرّبّ، ولكنّه ينبّهنا من الضّلال ومن الدّجالين الذين سيحاولون أن يبعدوا المؤمنين عن طريق الرّبّ. ويعلّمنا أنّه ستحدث زلازل وحروب ولكن على المؤمن ألّا يخاف وألّا يتزعزع إيمانه لأنّ قوى الشّرّ ستسيطر على البشر، ولكن سلاح المؤمن هو تعلّقه بربّه ومواظبته على الصّلاة والاتّحاد بالأسرار لأنّها سلاح لا يُقهر. وأمام هذه الشّرور ستجفّ المحبّة من قلوب كثيرين أيّ أنّنا سنخرج الله من حياتنا ويتملّك الشّرّير مكانه ليظلم عيوننا ويُقسّي قلوبنا حتّى نصبح أدوات في يده يُسيّرنا كما يشاء. ولكن هذه ليست نهاية العالم، وبالنّسبة لنا نحن المؤمنين نهاية الأزمنة والمجيء الثّاني هو عندما تصل الكلمة لكلّ شعوب الأرض المتعطّشة للسّماع والاختبار والشّهادة بما يُعلّمونهم من تعاليم سامية مبنيّة على الإيمان والمحبّة."

وفي ختام حديثه، شدّد الخوري سليمان على التّسلّح بكلمة والله وعيش تعاليمه، فقال: "هذه هي دعوتنا اليوم كي نتأمّل بمحبّة الله الذي يذكّرنا دائمًا في تعاليمه إنّ شعرة واحدة من رؤوسنا لا تسقط بدون علمه، وهكذا نقول "إذا كان الله معنا فمن علينا". هذه هي دعوة الله لنا في هذا الزّمن المقدّس أن نعي أنّنا نسير نحو الأبديّة بخُطى ثابتة متّكلين على رحمته. هو الضّابط الكلّ الذي يقود العالم إلى برّ الأمان والسّلام، فلنتسلّح بكلمته ونتغذّى من تعاليمه. وكلّما رأينا الشّرّ والدّمار حولنا فلنكثّف صلاتنا لأنّها سلاح لا يُقهر، وبواسطتها نتغلّب على الشّرّ ونقهر الشّيطان كما قهره الرّبّ الذي انتصر على الموت بالقيامة وقال لنا "من آمن بي وإن مات فسيحيا"، فحياتنا هي المسيح والموت ربح لنا، آمين."