ثقافة ومجتمع
15 آذار 2017, 08:02

خاصّ- "أنت أخي".. لـ"بناء ابن الله في كلّ إنسان"

تمارا شقير
في جوّ من الصّلاة والإيمان، الفرح والسّلام، الأمل والرّجاء تعيشُ شبيبة "أنت أخي".. في "بيت الحنّيّة"، في منطقة بلّونة الكسروانيّة، حيث يختبر أفرادها الحياة بحلوها ومرّها.

تحتضن جمعيّة "أنت أخي"، الّتي أسّستها إيفون الشّامي عام 1992، الشّبيبة الّذين يعانون من إعاقة جسديّة أو فكريّة، فتكمل المسيرة الّتي بدأها الشّبّان والشّابّات منذ صغرهم في مؤسّسة سيزوبيل، وترافقهم في حياتهم لتعبّر لهم عن مدى أهمّيّتهم وقيمة كلّ واحد منهم كإنسان. وهي ترزع الفرح في قلوب شبيبة شاءت الظّروف أن تضعهم في خانة مختلفة عن الباقين، وترسم البسمة على وجوههم وتشعل قلوبهم بسلام داخليّ.

بوجه بشوش وابتسامة عريضة، استقبلت جمعيّة "أنت أخي" موقع "نورنيوز" الّذي لمس المحبّة والسّعادة والطّاقة الإيجابيّة العابقة في "بيت الحنّيّة"، فصدى ضحكات الشّبيبة مطبوع على جدرانه، وبريق عيونهم يضيء أروقته.

"رسالتنا هي مرافقة الشّبيبة في حياتهم فيشهدون على إمكانيّة عيش السّلام والفرح في قلوبهم على الرّغم من كلّ الصّعاب"، بهذه الكلمات وصفت المسؤولة عن برامج الشّبيبة في الجمعيّة نورما قسّيس هدف "أنت أخي" الرّئيسيّ في حديث خاصّ لموقعنا موضحةً أنّ "رسالتها أبعد من الإعاقة، رسالتها بناء ابن الله في كلّ إنسان".

وتهدف جمعيّة "أنت أخي" أيضًا إلى بناء عائلة كبيرة تتألّف من أشخاص مصابين بإعاقة، وآخرين معافين، وعلمانيّين، إذ يرغب هؤلاء بـ"العيش معًا مختلفين متكاملين، بسلام وفرح، بمحبّة كإخوة". ويساعدها في تعزيز هذا الهدف زيارات تقوم بها مدارس بشكل مستمرّ ومنتظم، فيتعرّف التّلاميذ من خلالها على الشّبيبة ويتبادلون الأحاديث معهم بهدف تغيير نظرة المجتمع تجاه ذوي الاحتياجات الخاصّة. وممّا لا شكّ فيه أنّ من يدخل باب "بيت الحنّيّة" يشعر بسلام داخليّ ويخرج منه باحثًا عن معنى الحياة الحقيقيّ. 

إنّ جمعيّة "أنت أخي" مسؤولة عن المرافقة الرّوحيّة والوجوديّة لكلّ الشّبيبة، فكلمة الله هي مرجعها الأساسيّ، ومن خلالها يتصالح الشّبّان والشّابّات مع أنفسهم، مدركين أنّ نظرة الله إليهم هي الأهمّ؛ فالمسيح يلعب دورًا أساسيًّا في حياتهم، هو "الصّديق الوفيّ الحاضر دائمًا للإصغاء إليهم في أوقات الضّيق والصّعاب" بتعبير قسّيس.

شبيبة "أنت أخي" في "بيت الحنّيّة" عائلة واحدة متماسكة يختبرون الفرح الحقيقيّ من خلال الصّلاة والإيمان، ويقدّمون شهادة للمجتمع في تخطيّ كلّ الصّعاب بإرادة صلبة وطاقة إيجابيّة ويحثّون كلّ من التقى بهم على التّمثّل بهم وحمل صليبهم برجاء القيامة.