دينيّة
20 كانون الثاني 2018, 14:00

خاصّ- أمين أندراوس: هيدا ما حدا بيعملو إلّا مار شربل

ريتا كرم
قبل عام، ظهرت نقطة بيضاء في لسانه ظنّها الأطبّاء أوّلاً أنّها لا تدعو للقلق وأنّها ستزول مع الوقت، إلى أن كشف عليه اختصاصيّ الأنف والأذن والحنجرة د. رامي سعادة مشخّصًا سرطانًا في لسانه يستدعي إجراء عمليّة واستئصاله بكامله لأنّ المرض قد امتدّ إلى العضل ويشكّل خطرًا عليه.

 

هو أمين أسعد أندراوس (55 عامًا) الّذي تربطه بمار شربل علاقة جدّ مميّزة، فلشفاعته يوكل كلّ كبيرة وصغيرة. لذا وفور تلقّيه خبر مرضه، قصد دير مار مارون - عنّايا حيث قضى اللّيلة برفقة أخيه وابن عمّه. وفي تلك اللّيلة، تراءى قدّيس الدّير لأخيه في الحلم ودعاه ألّا يخاف لأنّه شفى أمين، تخبر ريتا زوجة أمين في حديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ.

تفاءلت العائلة بهذه البشرى السّارّة. وعشيّة العمليّة، أيّ في 29 آب/ أغسطس 2017، توجّه أمين وريتا برفقة ابن عمّه وزوجته إلى "محبسة العجايب"، حيث صلّوا في سكون المكان المقدّس حتّى الواحدة فجرًا، تاركين صدى اللّيل ينقل تنهّدات قلوبهم الرّاجية شفاء أمين إلى مسامع حبيس عنّايا، وجدران المحبسة تحبس دموع زوّارها المسلّمين حياة مريضهم لطبيب السّماء ومشيئة الرّبّ يسوع.

في صباح اليوم التّالي، أجرى أمين العمليّة الّتي استغرقت 24 ساعة من الوقت، والّتي منذ أن باشر بها الطّبيب الجرّاح حتّى أدرك أنّ يد الله معه فعلى عكس المتوقّع، لم يكن المرض منتشرًا بل كان محصورًا ما ساعد الطّبيب على متابعة عمليّته وبنجاح.

وبعد أن أمضى ليلة واحدة تحت المراقبة المشدّدة، نُقل أمين إلى غرفته في المستشفى. ووسط صدمة الأطبّاء، لم يحتج أمين إلى أدوية مخدّرة لغياب أيّ نوع من الآلام المتوقّعة والّتي عادة ما يعاني منها المرضى في حالته.

وأثناء تواجده بالمستشفى، زار كاهن الرّعيّة أمين وقدّم له ذخيرة للقدّيس شربل. ويوم صدور نتيجة الزّرع، أضحت الذّخيرة رطبة وفيها دمّ وماء وعليها صورة مار شربل، وأتى تصريح الطّبيب "شوكة وانقلعت بإذن الله ومار شربل".

بعد العمليّة، أشار الطّبيب إلى أنّه لن يعاود تناول الطّعام ولا شرب المياه قبل ستّة أشهر وسنة، ولن تكون له القدرة على الكلام.. غير أنّه وفي فترة تقلّ عن أربعة أشهر تحسنّت حال أمين بسرعة ملحوظة وبقدرة إلهيّة باعتراف طبّيّ واضح وصريح.

وها هو اليوم يتابع حياته بشفاعة مار شربل، هو الّذي أبى أن ننهي حديثنا مع ريتا زوجته من دون أن يشهد على رحمة الله ومحبّته بكلمات- وإن معدودة- قالها لنا: "لي عم يحكي معك إنسان ما عندو لسان، وهيدا اللّسان لي زرعولو ياه ما في عصب، ما بيتحرّك... صرت آكل وإشرب وإحكي... وهيدا ما حدا بيعملو إلّا مار شربل السّلام على اسمه"... وما هي هذه الأعجوبة إلّا تأكيد جديد على أنّ ساكن السّماء لا ينعس ولا ينام!