ثقافة ومجتمع
23 تشرين الثاني 2016, 14:00

خاصّ- أسعار ناريّة تهبّ في الأسواق اللّبنانيّة

تمارا شقير
أسابيع قليلة تفصلنا عن كانون الأوّل، شهر الميلاد المجيد الّذي فيه ترتفع أصوات التّسبيح من الكنائس وتقرع الأجراس فرحًا وتصدح التّرانيم تهليلاً بولادة المخلّص. أسابيع ترسم أجواء العيد إذ تتهافت العائلات إلى الأسواق المكلّلة بحلّة تجذبهم إلى ملء سللهم بثياب وهدايا العيد، والفرح يملأ قلوبهم محبّة وعطاء.

إلّا أنّ هذا الفرح الكبير تخترقه غصّة يفرضها الواقع الإقتصاديّ المرير فكلّما مُلئت السلل، أفرغت الجيوب وكلّما ارتفعت الأسعار، صدحت شكاوى النّاس تعبيرًا عن ألم دفين.

من هنا، جال موقع "نورنيوز" على إدارات بعض المحالّ التّجاريّة للإطّلاع على حال السّوق في فترة العيد. "الأسعار ثابتة لا تتغيّر ونسبة المبيعات تراجعت في العامين الماضيين"، بحسب أصحاب محالّ أحد المجمّعات التّجاريّة، اذ "نأمل أن يتحسّن الموسم بعد بداية خجولة، على أن نقوم بتخفيضات من شأنها أن ترفع نسبة المبيعات".

إرتفاع الأسعار وكلفة الثّياب والهدايا الباهظة الثّمن، أمر دفع المواطن اللّبنانيّ إلى التّخفيف من مشترياته، فالمواطنة آمال سعيد تخنقها الحالة الاقتصاديّة، فبسبب الغلاء لم تعد قادرة على شراء الكثير من الهدايا الّتي باتت تقتصر على أفراد عائلتها وحسب.

بدورها دنيز كسّاب أضحت تلجأ إلى دراسة الأسعار فتختار الأقلّ قيمة مادّيًّا لتتمكن من شراء الهدايا كلّها.

أمّا آخرون فيستثمرون فترة التّخفيضات لتأمين مستلزماتهم، لكنّ ضيق الوقت لم يسعف بعضهم مثل ماريا خليل، ولميس جعارة الّتي تتمنّى لو أنّها ابتاعت الهدايا والثّياب خلال تلك الفترة إلا أنّ الوقت المحدّد لتبديل المشتريات والّذي لا يدوم طويلاً يقف عائقًا أمامها.

أسعار ناريّة تكسح الأسواق اللّبنانيّة وأبرز نتائجها سلبيّة: تراجع في نسبة المبيعات إلى حدّ كبير؛ فهل ستدرس المحالّ والمؤسّسات التّجاريّة الأسعار لتتناسب أكثر مع أوضاع المواطن اللّبنانيّ الإقتصاديّة من جهة، ولتُحسّن مداخيلها من جهة أخرى؟