ثقافة ومجتمع
19 أيلول 2017, 13:00

خاص- أزمة التّفاح تعصف.. وبلديّة بشرّي تعد بحلّ قريب

ميريام الزيناتي
من غصن بات رمزًا للتّجذّر، تنسدل تفّاحة لوّنتها أنسجة شمس حفرت بلهيبها معالم وجه فلّاح نذر العمر كادًّا على رزقه، ساهرًا على ما أنتجت يداه من خيرات. تنسدل وقد احمرّت خجلًا أمام ارهاق ذاك الفلّاح الّذي روى جذورها من قطرات سنوّه، فكيف توفيه حقّه وقد أفقدتها الأزمات قيمتها وضاع وهجها وسط عواصف الأوضاع الاقتصاديّة الهوجاء؟

 

وبين شتاء وشتاء، يجد مزارع التّفاح نفسه مكبّلًا أمام أزمة يبدو أنّ تداعياتها ستطول، فلا الأسواق فُتحت لتصدير مواسمه، ولا ذبابة البحر المتوسّط رضيت أن ترأف بمحاصيله، ولا من يوقظ الدّولة من ثباتها العميق.

يبدو أنّ تقاعس الدّولة عن إيجاد استراتيجيّة مستدامة تقي الفلّاح حدّة الأزمات الاقتصادّيّة سيضع الأخير أمام خطر فقدان مصدر رزقه الوحيد، وهنا يطرح رئيس بلديّة بشرّي فرادي كيروز، بحديث خاصّ لموقع "نورنيوز" الإخباريّ، علامة استفهام حول الدّعم الماليّ الّذي أُقرّ العام الفائت والّذي لم يستوفِ المزارع قيمته الكاملة حتّى اللّحظة، فلمَ المماطلة ومن يفي حقّ مزارعين لم يفوا بعد ثمن الأسمدة والأدوية المستهلكة؟

وبينما يتحضّر المزارعون لتحمّل أعباء سلسلة قد تُضاعف الضّرائب المفروضة عليهم، إذا ما أُقرّت، يُطالب كيروز الحكومة بتجديد إقرار دعم موسم التّفاح للعام الثّاني على التّوالي. 

وحرصًا منه على إعادة الأمل لمزارعي منطقته، وعد كيروز أبناء بشرّي بحلّ جذريّ تبنّته البلديّة بالتّعاون مع شركات خاصّة سيسهم بتصريف إنتاج منطقتهم، كاشفًا عن نيّة البلديّة باستقدام عرّابة تفاح تحدّد جودة هذه الفاكهة للإرتقاء بها إلى المستوى العالميّ ما سيسهم بتصريفها إلى الأسواق الأوروبيّة.

مُساعدات البلديّة تتعدّى الوعود المستقبليّة، يؤكّد كيروز، فها هي اليوم تُطلق مبادرة دعم اليد العاملة الشّبابيّة عبر افتتاح مكتب توظيف طلاب بشرّي ليسهموا بدورهم، في مساعدة أهاليهم على قطف مواسمهم، هذا فضلًا عن دعم أجرة العامل المحليّ بـ5000 ليرة لبنانيّة.

هذا وستقيم البلديّة نهارًا رياضيًّا- تثقيفيًّا يُعرّف العالم على منافع التّفاح عبر نشاطات ترفيهيّة على مستوى أفراد العائلة كافة. وسيتخلّل الحدث الّذي سيُقام في 30 أيلول الجاري، نشاطات رياضيّة مختلفة وعروضات موسيقيّة متنوّعة، هذا فضلًا عن فرصة تذوّق أشهى منتوجات التّفاح.

"ويل لأمّة تأكل ممّا لا تنتج"، يقول جبران خليل جبران ابن بشرّي، المدينة السّباقة في إيجاد الحلول ومساعدة أبنائها على تخطّي الأزمات كافة، فهل تخطو الحكومة خطوات تلك البلديّة المجاهدة، لتزيل الأعباء عن كاهل مواطن فقد الثّقة بدولته؟