خاصّ– أبو عبدو: هل لنا أن نفكّر في إفراغ ذاتنا لكي يسكن الله فيها كنبع حبّ؟
وأردف قائلًا: "الرّبّ يدعونا كي نؤمن به ونتوب، وفي تلبيتنا الدّعوة الإلهيّة نجد خيرنا وسعادتنا وحياتنا.الإرتداد والتّوبة لا يكونان برفّة عين. مسيرة وتدرّج في التّواضع والإيمان، تتطلّب الوقت، لأنّ الزّمن أهمّ من المساحة. يحدث التّغيير في داخل كلّ إنسان، بنعمة مطلوبة من الرّوح القدس، "يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي." (أمثال 23: 26). يدخل الله في قلبنا كحضورٍ خلّاق محبّ ويُغيّر باطننا."
وتابع: ""لقد اقترب ملكوت السّموات"، ملكوت الله ليس بمادّيّ، ولا هو ملكوت السّيطرة والمال والقوّة. هو الحياة الجديدة حيث يغمرك الرّوح القدس كلّيًّا، إنّه ملكوت الحبّ والعطاء، ملكوت التّضحية والغفران، إنّه الطّريق إلى السّعادة والقداسة عبر الصّليب والقيامة."
وبكلمة توجيهيّة اختتم الأباتي أبو عبدو تأمّله، فقال: "أخي الإنسان، علينا الاختيار أيّ طريق نودّ أن نسلك. يسوع رسم لنا الطّريق والهدف حيث قال: "أنا الطّريق والحقّ والحياة" (يوحنا 14/ 6). هل لنا أن نفكِّر في إفراغ ذاتنا لكي يَسكن الله فيها كنبع حبّ؟ الدّخول في ملكوت الله يجعل الإنسان قادرًا على القيام بعلاقة جديدة مع الله ومع نفسه ومع الآخر."