ثقافة ومجتمع
15 أيلول 2015, 21:00

حوار الاديان ونبذ العنف في ملتقى التواصل الاجتماعي

(نورسات الاردن) أجمع رجال دين مسلمين ومسيحيين وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على ضرورة الاستفادة قدر الامكان من المنصات لجهة خلق روح تشاركية واقامة حوار بين الجميع يقوم على مبدأ الاحترام وحفظ حق الجميع في الاختلاف.وقالوا في اختتام الملتقى الذي نظمة مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين اتباع الاديان والثقافات في عمان ، ان تعزيز فكر الحوار بين كل الاطراف من شانه سيادة فكر تقبل الاخر واحترامه. واعلنوا في الجلسة التي حملت عنوان (وجهة نظر دينية ومدنية حول وسائل التواصل الاجتماعي كمساحة للحوار) وبصوت واحد من كل الاجناس والاعراق والاديان بانهم متحدون لمناهضة العنف باسم الدين.

وقال امين عام دائرة الافتاء العام الشيخ محمد الخلايلة ان الحوار من اهم الركائز لكل اتباع الاديان السماوية، والانبياء استخدموا لغة الحوار، فتشكلت في الاسلام والاديان الاخرى قواعد وأسس للحوار.
واضاف أننا في العالم العربي والاسلامي تغيب عنا بشكل لافت أدبيات الحوار في كل المستويات، داعيا الى تعزيز تلك المفاهيم بما يسمح بتفهم الاخر، وليس معاداته، ونبذ فكر البغضاء والكره، وتعزيز فكرة ان الحوار يعني الوصول لقواسم مشتركة، وانه وسيلة للتفاهم بين الشعوب، منوها ان الحوار لا يعني الاقتتال او التنازع وانما هو طرح الاراء، بحيث لا يتم منع الراي الاخر.
وأضاف أن التعارف وفقا للقران الكريم لا يتم الا بالحوار البناء الذي يقوم على قواعد واسس ادبية ومنهجية علمية، ، وان الحوار لا يعني ان نؤمن ان ما نقوله هو الصح الذي لا يحتمل الخطأ، او ان ما يقوله الاخر هو خطا لا يحتمل الصح، وانما علينا ان نؤمن ان ما يقال يمكن ان يكون في جوانبه صح، لافتا ان الارهاب لا دين له وان المسلمين هم اكثر الذين يعانون من التطرف والارهاب.

وقال راعي وادي النصارى للروم الارتوذكس المطران ايليا طعمة يعتقد الكثيرون ان الدين وقع في مازق في القرن الواحد والعشرين بسبب ما حمله من قفزات تكنولوجية هائلة ،مشيرا الى ان الدين له القدرة على التجديد والا لما استمر الدين منذ ان وجد وحتى هذا العصر.
وقال ان الوحي هو من التواصل، والصلاة ايضا جزء من التواصل، والاديان تقوم على مبدأ فكرة التواصل، والاديان ايضا تشدد على التواصل والحوار.
واضاف ان استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يعزز بعض القيم الروحية التي تقوم عليها الاديان ومنها الصدق الذي يجب ان ينعكس على مواقع التواصل الاجتماعي ليتعلم منها الناس الجرأة وطرح الافكار وضبط النفس.
وحذر طعمة من سوء استخدام وسائل التواصل للاساءة للاخرين، مؤكدا انها اوجدت تقارب بين الناس لدرجة لا يستطيع معها ان يبتعد عن الواقع، وهنا لا بد ان نكون متحالفين متضامنين ضد العنف.
وقالت الاعلامية والقاصة كوثر الاربش في كلمة عن طريق السرد القصصي "لابد للحوار الديني أن يواكب الذهنيةَ المعاصرة، ذهنيةُ الحق الإنساني في الإختلاف.
وقالت : "أريد أن أخلص الخطاب الديني من المنبرية، والتلقين وتعطيل السؤال، والأهم من ذلك كله "احتكار الأجوبة،.. أن نترك للعقول أن تنمو، وللمتلقي أن يفهم الجوانب المضيئة الأخرى، أما الطائفيون، المتشددون كانوا يتوعدون بالتكفير والشتم... بالويل والثبور.
وقال الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي جوزيف عكاوي ان نسبة عالية من فئة الشباب باتت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرا الى ان تطبيقات واسعة تسمح للكثير من التواصل الايجابي، وبما يؤدي في نهاية المطاف لتواصل فاعل ومساحة معرفة ايجابية لم تكن موجودة في الزمن الماضي.
واضاف أن شباب الوطن العربي لديهم القوة لاحداث التغيير من خلال الحوار انطلاقا من البيت اولا ومن ثم مواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الحوار المختلفة ،مؤكدا ان الفرصة متاحة بشكل كبير في الوقت الراهن امام الجميع المواطنين لتعزيز فكرة مناهضة العنف باسم الدين والتعامل من تلك الظواهر عبر تعزيز فكر الحوار وتقبل الاخر.
واجاب الحضور على الاسئلة التي اثارها المشاركين، فيما قدمت المتحاورين الناشطة اسراء محادين التي اشارت الى ان ما يسعد الاردن دوما ان يكون مكانا للحوار بين جميع الاطياف بحكم وسطيته التي يؤمن بها ويدعو لها.
وفي الجلسة الختامية التي حملت عنوان " دور وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة للحوار و المسؤولية الاجتماعية للشركاء في دعم الحوار واحترام الاخر" ، شكر المدير العام لمركزالملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين اتباع الاديان و الثقافات الدكتور فهد ابو النصر جلالة الملك عبدالله الثاني والحكومة الأردنية الأردنية لما قدموه من تسهيلات لإستقبال وتيسير أمور انعقاد اللقاء.
وعبر ابو النصر عن فخره بإطلاق البرنامج التدريبي مع مجموعات من الشباب والشابات ذات الخلفية الدينية والمشارب الثقافية والفكرية المتنوعة، معتبرا ان وجودهم خير دليل على الغنى الثقافي والتنوع الاجتماعي الذي تتميز فيه مجتماعتنا العربية التي تمر اليوم في مرحلة شديدة الحساسية تجعلها تقف أمام تحديات عديدة وأهمها الحفاظ على التعايش وإعادة الترابط الاجتماعي بين أبنائها.

وقال مخاطبا الشباب :" نحن كمؤسسة حوارية نعلن أمامكم التزامنا، ضمن حدود إمكانياتنا، بمسؤوليتنا الاجتماعية والأخلاقية وذلك من خلال العمل على توفير المنصة التي قد تساعدكم على نشر الأفكار والرسائل التي تحاورتم بها وأدت الى العديد من مقترحات المشاريع التي عرضتموها".

واضاف ان المركز وبالتعاون مع الشركاء سيسعى لتحقيق ما يمكن تحقيقه من المشروعات ضمن الإمكانيات المتوفرة.

ويعول ابو النصر على الشباب المشارك ليكونوا خير رسل سلامٍ لينقلوا رسالة اللقاء الى مؤسساتهم ومجتمعاتهم على اعتبار ان الجميع يتحمل المسؤولية الأخلاقية و الاجتماعية في إحداث التغيير الأيجابي وخصوصا في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها المنطقة.

واكد على أن مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات سيظل باستمرار حريصاً على تفعيل دور الشباب في مختلف برامجه التي تهدف إلى مناهضة العنف وتعزيز التعايش وثقافة الحوار والمواطنة الحاضنة للتنوع الديني والثقافي، إيماناً منه بدور الشباب في بناء ونشر السلام بين الشعوب والمجتمعات.

وقالت مديرة المعهد الملكي للدرسات الدينية الدكتور ماجدة عمر ان من الرسائل التي يحملها هذا الملتقى واحدة مفادها ان وسائل التواصل الاجتماعي اذا ما استعملت بحكمة يمكن ان تسهم في ترسيخ علاقات التفاهم و الوئام و العيش المشترك وتعزيز الحوار بين اتباع الديانات و الثقافات وهذا تأكيد لاهمية ان نكون ايجابيين في التعاطي مع التحديات التي تواجة المنطقة و الاقليم في اعطاء مساحة للحوار و نشر رسائل السلام و المحبة و الوئام و التضامن الانساني .

واشارت الى ان السنوات العشرالاخيرة ركزت على اكتشاف طرق جديدة للابداع و الابتكار و العمل سويا على الانترنت مشيرة الى الاقبال والاهتمام المتزايد على شبكة الانترنت واهمية.

وتحدث الدكتور محمد عبدالفضيل ممثل الازهر الشريف في الملتقى عن معنى الحوار ومغزاة من وجهة نظر ديني مشيرا الى ان الله عزوجل اول من تحاور وان هذة صور الله التي يجب ان نرسخها في الاذهان
واكد ان الاديان جميعا اكدت على الحوار وقبول الاخر مستعرضا ما ورد في الاديان من نماذج تؤكد على احترام الاديان .

وقال أمين عام مجلس كنائس الشرق الأوسط الأب ميشال جلخ ان الحاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، الى مواجهة هذا العنف من خلال نشر ثقافة الحرية والانفتاح وحقوق الإنسان، لصون التعدّدية الدينية التي يقومُ عليها الشرقُ والغرب معًا .

واكد اهمية دور الإعلام بنشر ثقافة الحوار والتعايش بين مختلف الأديان، الى جانب وسائلُ التواصل الإجتماعي التي اعتبرها عطيةً من عطايا الله إن استُعملت في السِّياق الصحيح"؛معتبرا ان مهامها باتت اليوم تتعدّى الدورَ الاجتماعي المتعارَف عليه، لتلعب دورًا مِحوريًّا يتخطّى الحدودَ الجغرافيّة الضيّقة وترتدي بُعدًا روحيًّا يتأصّل في نشر الرسالة والفكر والقِيم، وتسائل ، لماذا لا نوجِّه هذه الوسائلَ في الإتجاه الذي يخدم المجتمع؟ولما لا نجعل منها أداةً لنشرِ ثقافة اللا عنف والتسامح؟

وقال جلخ ".. لنشكل معا وسائل تواصل وإعلام "هاشتغ # لا للعنف_نعم للحوار"، مبينا ان البلاد العربية كانت بلادَ كرم وأخلاق وتعايش وعيش كريم وضِيافة، حيث استقبلت الأرمنيَّ والسرياني والآشوري والكُردي وكلَّ من اضُطهد وظُلم وعُنِّف في موطنه، أصبحت بلادًا يهرُبُ منها شعوبُها فيستعطيَ شبابُنا وشاباتُنا سمةَ دخول الى بلاد اغترابٍ وغريبةٍ عن تاريخنا وجغرافيتنا وعاداتنا وتقاليدنا وآدابنا وقِيمنا.

وقال ان القطاع الإعلامي بكل تلاوينه وتشعباته الحديث نسبيًّا مرشحٌ ليتعاظم دورُه يومًا بعد يوم في حياتنا المعاصرة.

ووجه تحيّةٍ الى شباب وشابات سوريا خصوصًا أولئك الذين مُنعوا من عبور الحدود ولم يتمكنوا بالتالي من المجيئ والمشاركة.

واشار الى التزام جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس، بتفعيل تلك القيم ،مثنيا على جهوده الدؤوبة في العمل من أجل إحلال ثقافة السلام والعدالة.

واعلن المشاركون في الملتقى عن ميثاق شرف ضمنوه التزامهم بنبذ العنف ومواجهة التطرف.