ثقافة ومجتمع
06 أيلول 2016, 10:00

حوار أبكم.. ومحاور أصمّ

ميريام الزيناتي
لبنان، غداً، على موعد مع انعقاد الجلسة الـ44 لانتخاب رئيس للجمهورية، كما ينتظر انعقاد جلسة مجلس وزرائه المقرّرة نهار الجمعة، وبينما ينقسم السّياسيون بين مؤيّد ومقاطع، يترقّب المواطن اللبناني نتائج "الحوار" الذي استهلّ فيه المسؤولون أسبوعهم الحافل.

بانعقاد جلسة الحوار أمس الإثنين، انتظر البعض أن تلوّح الحلول في الأفق، وما هي سوى ساعات قليلة حتّى انسحب الحوار عن طاولة المسؤولين، ملوّحاً بالوداع من دون أن تنتج عنه أي مبادرة من شأنها حلحلة المسائل العالقة، فما الذي يعرقل نجاح "حوارنا"؟

أوّلاً، كيف لحوار أن يثمر بغياب جدول أعمال يشمل المواضيع الشّائكة ويضع مهل زمنية محدّدة لإيجاد الحلول المناسبة لها؟ كثيرة هي جلسات الحوار التي انعقدت على مرّ السّنوات الأخيرة، وفي كلّ جلسة يعاد الكلام نفسه والمواقف عينها من دون طرح جاد لأي موضوع يشغل المواطن اللبنانيّ أو يفتح أمامه نوافذ أمل بوجود حلول قريبة المدى تنتشله من سلسلة الأزمات التي يتخبّط بها. فأين الطّرح الجدي لقانون الإنتخابات النيابيّة، وماذا عن الإنتخابات الرّئاسية؟     

ثانياً، غياب مصداقيّة الحوار وجدّيته يمنع المتحاورين من الوصول الى الأهداف المرجوة، فالوجود "الصّوري" لبعض المسؤولين وتجاهلهم مطالب الأفرقاء وغضّ النظر عن كل ما يخالف آراءهم ومصالحهم الشّخصية، ضربة قاضية تقتل الحوار وتشلّ أي محاولة لإنجاح المفاوضات. فالحوار اللبناني مبني على طرح ما يخدم المصالح السّياسية وقليلاً ما يقدّم التنازلات التي من شأنها خدمة المصلحة العامة.   

الهدف الأول من أي حوار هو الإستماع الى الرأي الآخر، والإنفتاح على وجهات النظر وتبادل الآراء والعمل على إيجاد قاسم مشترك يساهم في الوصول الى أهداف تخدم مصلحة الجميع، أما في لبنان "فالحوار" وسيلة لفرض وُجهة نظر على حساب أخرى.

غابت عن مجالسنا نيّة الإصغاء للرأي المغاير وأصبح الأمل بإيجاد الحلول شبه مستحيل.. فهنيئاً لنا بـ"حوار الطّرشان"!