دينيّة
15 تشرين الأول 2024, 11:00

حضور الله في العائلة المسيحيّة

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الأب باسيليوس محفوض خادم عائلة كنيسة الصليب المحيي للروم الارثوذكس في النبعة

 

العائلة هي أيقونة الكنيسة وهي بحياتها، تشهد لله.  

العائلة المسيحيّة والبيوت التي للمسيح هي نفوس حقّقت غاية الله من التجسّد والخلاص. لهذا يقول النبيّ يشوع: "أمّا أنا وبيتي فنعبد الربّ".

تعتبر العائلة في المجتمعات كلّها الخليّةَ الأساسيّة التي من دونها لا قيام للمجتمع. كذلك العائلة في الكنيسة، فلا كنيسة من دون عائلات مسيحيّة تحيا بحياتها وتجسّد رسالتها. اشتراك العائلة في حياة الكنيسة ورسالتها يبني ملكوت الله في تاريخ البشر. هل خطر على بالكم أو افتكرتم وسألتم: ما هي العائلة المسيحيّة؟ ما هو الفرق بين العائلة المسيحيّة وأي عائلة أخرى؟ وما الذي يجعل من هذه الهيكليّة الاجتماعيّة عائلةً مسيحيّة؟  

واضح أنّ الإجابة هي: المسيح، فمن دون المسيح لا توجد كلمة مسيحيّ. إذًا، فمن دون المسيح لا يمكن أن يُسمّى أي شيء مسيحيًّا – سواء كان فردًا، أو كنيسة، أو بيتًا.

فما هو، إذًا، الفرق الجوهريّ بين عائلة ما والعائلة  المسيحيّة؟ ما الذي يُضفي على العائلة صفة "مسيحيّة"؟  يسوع المسيح هو وحده القادر على ذلك. يمكن للعائلة المسيحيّة أن تستغني عن أشياء كثيرة ولكن لن تستغني عن المسيح.  

قبل أن يحلّ المسيح في عائلتكم، لا بدّ من أن يحلّ في قلبكم؛  قبل أن تصالحوا أفراد عائلتكم مع الله لا بدّ من أن تصطلحوا أنتم معه.  

في الحياة العائليّة المسيحيّة، أمورٌ كثيرة مفتاح الطريق  

أمام الربّ يسوع المسيح لكي يحضر دائما في العائلة ويسود عليها بعذوبته ومحبّته، من أبرزها الوقت والمال.

نعم الوقت والمال: ينبغي بالعائلة أن تخصّص وقتًا كلّ يوم للصلاة معًا وأن يكون لأفرادها عائليّ، أي فرصة الصلاة المشتركة لأنّ صلاة العائلة الجماعيّة هي مدخل إلى صلاة الجماعة الأكبر (الكنيسة). هكذا تترابط العائلة في المسيح وينشأ الأطفال في جوٍّ من السلام والمحبّة والتماسك؛ أمّا المال فنقصد به العطاء. العطاء شهادة أكيدة على تبعيّتنا للربّ يسوع وحينما تلتزم العائلة بالعطاء فإنّها تربط الله بأمورها كلّها وتشركه فيها ومن بينها الأمور المادّية، ما يعني أنّ سرّ سعادة العائلة هو في العطاء، فكلّما زاد هذا، زادت العلاقة مع الربّ وزادت النعمة في العائلة، فتنعم العائلة بملء الفرح والسعادة.  

بالتالي، العائلة المسيحيّة مدعوّة لتعيش على مثال الكنيسة وعلى تتميم وصيّة المسيح الجديدة في خدمة الله والقريب.

العائلة المسيحيّة لا تحيا بفكر الأرض ولا تتعلّق بالعالم ولا بالأشياء التي في العالم بل تحيا كما يحقّ لإنجيل المسيح. العائلة المسيحيّة هي التي لها المخدع والمذبح والكتاب المفتوح الواحد.  

العائلة المسيحيّة هي التي شعار الأب وألامّ فيها "أمّا أنا وبيتي فلنعبد الربّ".

العائلة السعيدة هي التي الكلّ فيها يقول "فأحيا لا أنا، وإنّما المسيح يحيا فيّ".