ثقافة ومجتمع
15 أيلول 2016, 10:00

حادثة "لعبة نفْخ".. إهمال نَفَخَ في بوق الفساد

ماريلين صليبي
تحوّلت فرحة عيد الأضحى من لعب أطفال ولهو صغار وضحك ثغور إلى صرخة كبار وبكاء عيون ومأساة عائلات.

 

ففي مدينة ملاهٍ في طرابلس، انقلبت لعبة نفخ على الأطفال الذين كانوا يقفزون عليها، ما أدّى الى إصابة ستّة منهم بجروح طفيفة نُقلوا على إثرها إلى المستشفى، جروح كادت تكون جراحًا قاسية في قلوب أهالٍ أرادوا إضفاء الفرحة في قلوب أطفالهم لا تهديد حياتهم.

تساؤلات عديدة قد تُطرَح عن هذا الموضوع خصوصًا أنّ حادث غرق المركب في صيدا تزامن مع حادثة مدينة الملاهي، ليُفتَح الباب واسعًا أمام الإهمال في ملفّ السّلامة العامّة.

الحادثة التي هزّت الشّمال ولبنان أوّل أمس نقرت شبابيك كلّ غرف الإهمال في مركز الفساد اللّبنانيّ، فكيف يستمرّ لبنان وسط تقصير طال جوانب عديدة؟

تصاعدت بعد الحادثة جملة من التّعليقات والإجراءات، أوّلها نكران بلديّتي طرابلس والميناء تبعيّة مدينة الملاهي هذه إداريًّا وعقاريًّا إليهما.

ثانيًا، تعميم يمنع تشغيل مدن الملاهي - سواء كانت ثابتة أو تعمل بالبالونات القائمة على النّفخ - التي لم تستحصل على مهلة زمنيّة أو ترخيص مسبق حسب الأصول في كلّ المناطق الشّماليّة.

هي تعليقات وإجراءات متأخّرة حتمًا لا تفيد القضيّة بأيّ تعويض ملموس، لا بل تزيد من تصويب أصابع الاتّهام إلى الدّولة والمسؤولين والمعنيّين في هذا "الفلتان" الرّقابيّ الخطير.

ملّ اللّسان والفكر والقلم من طرح الأسئلة المندّدة وانتظار الأجوبة المقنعة ونقد الواقع المرير، فلتبقى العناية الإلهيّة دافع الصّبر والأمل والحياة في بلد ذنبه أنّ مصالح مسؤوليه تتآكلهم.