ثقافة ومجتمع
10 آذار 2015, 22:00

جوابي على داعش التي تنتهك كنيستي بالصواريخ

(aleteia.org - أليتيا) لقد أردنا جمع شرطي فيديو لفتتا نظرنا كثيرا في الأيام القليلة الماضية عن شهادة الإيمان والغفران والمصالحة من قبل إخواننا المضطهدين في الشرق الأوسط. نرى فيها كيف أن الرد المسيحي في مواجهة الكراهية هو دائما الرحمة. وليس كفرض معنوي، ولكن كرد فعل نابع من محبة الله.

وعند مشاهدة شرطي الفيديو هذين بدأت أفكر ... وهناك شيء لم يتوقف من ادهاشي: لقد عانى يسوع من كل هذا الظلم - وأكثر بكثير-، الذي أدى به إلى الموت. لهذا السبب، كل مرة أرى فيها الصليب أتساءل: "كيف استطعت يا رب، أن تنتصر على هذا القدر من الكراهية والشر؟" وأجاب الرب على سؤالي بشكل واضح جدا: بالمغفرة. كان يقول يسوع: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 23:34). لا يوجد ترياق للشر غير الرحمة.

الألم والظلم والكراهية الذي يعيشونه إخواننا في العراق جسديا يؤلمهم مثل الشر الذي تحمله رجل واحد منذ أكثر من ألفي سنة. العذاب والمعاناة التي يعاني منها هؤلاء المسيحيين على يد داعش هو شيء من الأشياء التي لا تفهم لا بالعقل ولا بالقلب، ورد الفعل البشري في وجه كل ذلك هو قول: "ولكن هذا النوع من الناس لا يستحق المغفرة! "

الصفح، ومع ذلك، لا يُستحق أبدا، لأنه إذا كان يُستحق لا يكون مغفرة بل يصبح عدالة ببساطة. والواقع أنه يكون من حق الاخر المطالبة به: "يجب أن تغفر لي، لأنني أستحق ذلك!" لا يُستحق الغفران أبدا، فهو مجاني، لأنه ينبع من الحب. فلمن يجب أن نغفر؟ بالضبط لمن لا يستحقه ... ولهذا فمن الصعب أن نغفر. يجب أن يكون قلبنا كبير جدا، وحبنا الإنساني الضعيف لا يكفي. إذا كنت تشعر بأنك لن تنجح بذلك، فربما تحتاج إلى أن تكون أكثر اتحادا مع الله، وهكذا يتكاثر حبنا ويصبح قادرا على أعظم وأنبل الأعمال التي يمكن أن توجد.


لفتات نبيلة مثل لفتة هذا الكاهن العراقي الصالح أو لفتة مريم، الفتاة اللاجئة: "لا بد لي أن أغفر، لكي تنتقل النعمة للجيل القادم." لأن الخير ينتشر، ولأن الرحمة قوية، ولأنه اذا كان هناك ما يرتجف أمامه الشر ولا يستطيع أن يفعل أي شيء هو الرحمة والمغفرة. لأن هذا الرجل لا يفكر في ثأره الشخصي. فيذهب نظره أبعد من ذلك.  لقد فهم جيدا ما تقوله رسالة رومة: "لا تسمح للشر بأن يتغلب عليك، بل تغلب على الشر بالخير".
 

إذا كان هناك شخص واحد لا تستطيع أن تغفر له، ربما حان الوقت الان لتكون كبيرا حقا. إنه ليس من السهل، ولا يتحقق ذلك بين يوم وضحاه، ولكن ربما اليوم هو اليوم الجيد للبدء في المصالحة. فالمغفرة فقط تجلب لك السلام.